الطويل ومرتزقة بوب دينار

2014-03-15 20:11

 

أثار حادث طرد العميد ناصر الطويل امس من ساحة الحراك بالمعلا التي حضرها لتأدية صلاة الجمعة زوبعة إعلامية مبالغ فيها ، وتلقفتها وسائل اعلام تدار من مطابخ صنعاء تعمل على توسيع الهوة بين الجنوبيين وللاسف باعلاميين جنوبيين أشبه بالمقاتلين الذين كان يستجلبهم المرتزق الفرنسي الشهير بوب دينار لتنفيذ عملية انقلابات في دول أفريقية ..

 

هؤلاء الصحافيين سرعان ما لملموا أوراقهم وبدأوا بعملية إنزال واسعة على المواقع الإعلامية وانتشروا على صفحات التواصل الاجتماعي وأغلقوا كل الطرق الى مراسلي وسائل الاعلام العربية حتى لا يتسلل اليها خبر معاكس وينفذون خطة بوب دينار للإطاحة بالحراك بغية تمزيقه ، والفرق ان المقاتلين مع المرتزق بوب دينار جنود محترفين وليس صحافيين بالغفلة وإنصاف المتعلمين في وسائل تؤجج كل صغيرة تجري في الجنوب..

 

الذي يجمع بين مرتزقة بوب دينار واعلاميي الغفلة في الجنوب عاملين أساسيين وهما :

١- انهم ينفذون المهمة التي يأتمرون بها بدون قيم ولا أخلاق

٢- المال

للأسف قضية الطويل المبالغ فيها كشفت ايضا عن فهم قصير من جانب العميد في التعامل السياسي مع شارع محتقن ..

 

اذ كان المفروض من العميد الطويل تحاشي الذهاب الى ساحة فيها غضب جنوبي من المشاركين في الحوار وانا أحدهم مهما كانت قناعاتنا باننا ذهابنا هي تصب لمصلحة الجنوب ، الا أن الناس الغاضبة يجب احترام غضبها وعدم استفزازها ، ولا اعتقد ان الطويل لم يكن يعلم ان هناك من سيعترض حضوره وان هناك من سيتعمد على استفزازه ومع هذا قرر الذهاب الى ساحة يعلم مسبقا انها محتقنة ..

 

 انا لا أبرر ما أقامه البعض ضد العميد الطويل ولكني لا اجد مبررا مقنعا لاختيار الطويل ساحة المعلا للصلاة وكأن مناضلي الجنوب وسياسي الحراك لا يجدون اماكنا للصلاة الا في ساحات الحراك المحتقنة وتحت أضواء وسائل أعلام الحراك ومراسلي المرتزق بوب دينار ، خاصة في مجتمع كمجتمعنا الذي لا تزال هناك فجوة كبيرة اعلاميا في التواصل بين الجنوبيين لتبادل وجهة النظر بشفافية..

 

اللوم مشترك ولا داعي المبالغة في الحادث الذي وضع الطويل نفسه في موقف لا يحسد عليه من شارع محتقن وغاضب ويجب من سياسي مثله تفهم هذا الغضب ، فكما من حقنا الحديث باسم الجنوب فمن حق الشارع التعبير عن اعتراضه واحترام ذلك..

 

اذا قبلنا بالديمقراطية من اجل مستقبل الجنوب يجب احترام أصول الديمقراطية لا تجزئتها ، ولا يجب ان يكون القائد فوق مشاعر الناس عند الغضب والا فإننا نؤسس لديكتاتورية قادمة لا يكون للشارع فيها اي رأي او اعتراض وبالطريقة التي يعتقد انها صحيحة وبعيدا عن الفوضى والعنف ، وهذا ما أتمناه من الجنوبيين والحراكيين قيادة وقواعد..

 

ان تتسع صدورهم لبعض حتى لا تتدخل فيالق مرتزقة بوب دينار الإعلامية وتحدث هوة تزيد من تصدع الحراك.