الاشتراكي يرفض تقسيم الجنوب ، الحوثيين يرفضون التقسيم أيضاً ، الجنوبيون المنسحبون ومعهم الغالبية الصامتة من الجنوبيين يرفضون ذلك ايضا .. أمين عام مؤتمر الحوار يعترف عبر قناة الحرة أمس ان التقسيم يرفضه الجنوبيين السؤال اذا كان هذا الرفض واضح لماذا الإصرار على تثبيت اعلان مشروع التقسيم للجنوب وتشتيت الشمال ؟ .. ولمصلحة من يتم الدوس على الإرادة الشعبية للناس في تقرير مستقبلها السياسي ؟
عندما يقول الجنوبيين وبصوت واحد رفضا لتقسيم جنوبهم ومع هذا يتم الإعلان عن التقسيم ماذا نسمي هذا ، أليس هذه سياسة علي وعلى أعدائي ، أو سياسة قولوا ما تشاؤون وسأعمل ما أشاء ..
أتذكر اني كنت صريحا في جلسة خاصة في منزل الرئيس عبدربه منصور هادي كنا الاثنين فقط كنت احاول اعادة إقناع الرئيس بان الجنوبيين قد ظلموا من قبل قائد جنوبي علي سالم البيض الذي ادخلهم في وحدة اندماجية غير مدروسة ولم يضع في اتفاقية الوحدة اي بند يكون خط رجعة لأبناء الجنوب اذا فشلت الوحدة التي تمت بتلك الصورة الاندماجية والاندفاعية والانفعالية ، وقلت ان مصير الشعوب لا يمكن ان تكون تحت شطحة قرار لحاكم ، ومع هذا فشلت الوحدة وفشل البيض في استرداد الجنوب بحرب ، وأضفت للرئيس هادي الذي وللأمانة كان يسمع وبإنصات شديد ، أتمنى ان لا تتكرر غلطة البيض وتسير خارج إرادة الشارع الجنوبي وتصر على تقسيم الجنوب حتى لا تتحمل مسؤولية أية عواقب مستقبلا ويكون الجنوب ضحية البيض ( جنوبي ) في إدخاله وحدة غير مدروسة ، وضحية هادي ( جنوبي ) في تقسيمه بطريقة ايضا خارج إرادة الشارع الجنوبي وربما لحسابات وضغوطات لا نعرفها، ولكني اقترحت لإبعاده عن أية ضغوطات او احراجات ان يترك الامر للمتحاورين في فريق القضية الجنوبية ويحيل الأمر لمن يضغط عليه الى الحوار نفسه ويبقى هو كفة الميزان ومن يمسك العصا من الوسط بين كل الأطراف المتحاورة .
اقول هذا اليوم لكي اذكر الرئيس هادي ما نصحته به قبل عدة اشهر من انسحابي من الحوار بعد ان تأكد لي ان الرئيس هادي يسير كالضرير بلا عصى والذي لا يرى ولا يتحسس أمامه او ما حوله حتى لا يقع في هاوية سحيقة ويصبح انتشال أحلامه صعب للغاية.
ردة الفعل السريعة على رفض الاقلمة كما سمعناها وشاهدناها وقرأناها خاصة في الشارع الجنوبي دليل قرأتنا الصحيحة للمشروع الذي يمكن ان يقبل به الشارع الجنوبي في حده الأدنى .
اليوم وبعد ان امتنعت احزاب ومكونات أساسية عن الموافقة لمشروع التقسيم اقترح للرئيس هادي لكي يخرج من الحلبة التي وجد نفسه بداخلها خاصة مع رفض أطراف شمالية مؤثرة لمشروع التقسيم ان يرمي الكرة الى الشارع في الشمال والجنوب واستفتاء موحد ام فك ارتباط الشمال عن الجنوب او فيدرالية من اقليمين مع بقاء الإرادة السياسية للناس في تقرير مصيرها في المستقبل.
اذا أراد الرئيس هادي تسوية الامور وحتى لا يكون طرفا جنوبيا في قضية جنوبية يطول أمدها فقط ولن تنتهي الا بإرادة الشعب الجنوبي فعليه اغتنام الفرصة ورمي الكرة عبر الاستفتاء الى ملعب كل الأطراف حتى لا يتحمل المسؤولية التاريخية وحده ويكون هو من قسم الجنوب بدون إرادتنا مثله مثل البيض الذي وحدنا بدون ان يأخذ رأينا كشعب في دولة ذات سيادة ومستقلة، فأضاع إرادتنا واستقلالنا وأهدر سيادتنا بشخطة قلم ، فهل ينتهز هادي الفرصة قبل فوات الأوان ؟ .