تبددت أحلام الثورة لدى كثير من الشباب , بعد يوم الانضمام و التأييد
التاريخي المشهود , وبعد أن ركبت الموجة , و تسلقت الأحلام أحزاب
المعارضة المتواطئة , على مدى تاريخها الانتخابي ..
و ليس ثمة آمال تبدو في الآفاق , في قدرة هذه الثورة على التغيير , لا
تغيير الأسماء و الألوان والنكهات .. بل التغيير الحقيقي الذي يقود إلى
الدولة المدنية الحديثة , دولة النظام و القانون و الحقوق و المواطنة
المتساوية .. لا فرق فيها بين أحمر أو أبيض أو أسود , إلا بقدر كده وجهده
, لا بقدر انتمائه القبلي أو الحزبي أو غير ذلك ..
قد يستطيعون رسم هذه الدولة , ولكن على الورق .. و نسجها ولكن في الخيال
.. ثم رفعها شعارات جوفاء , تسمع لها دوياً كلما هبّت الريح ..
كتبت مثل هذا الكلام و نفس العنوان , في أكتوبر 2011م .. و الآن , وبعد
ثلاثة أعوام من ثورتهم , يتم إخراج الشباب إلى الساحات , في ظاهره ,
المطالبة بتحقيق أهداف الثورة , و حفظ ماء وجهها .. و في باطنه لعبة
الشيوخ و الكبار , الذين انتقلوا من سيارة النظام إلى سيارة الثورة ..
وسرقوا من الثورة - حتى تاريخها – و هو الخامس من فبراير لا الحادي عشر ..
فهل من المعقول أن تكون الثورة على شخص علي عبدالله صالح وحده , بينما
أذرعه و من كانوا يسندونه انضموا إلى الثورة ؟؟ و هل يستطيع هؤلاء الشباب
إرجاع تاريخ ثورتهم , و هل يستطيعون أن يجبروا شيوخهم , على أن يقفوا –
فقط – أمام إشارة المرور الحمراء , أو أن يغيروا نظرتهم تجاه الأم و
الابنة والزوجة التي ينعتونها بالمكلف؟ هل سيبدون حسن نياتهم تجاه الجنوب
و أهله , بالفعل لا بالكلام , أو سيظل في نظرهم البقرة الحلوب ؟ هل
سيعيدون أموالاً تراكمت بين أيديهم بعد عام 1990م ,أو غنمها في 1994م؟؟
هل سيعتقون رقبة البحر العربي , أو يطلقون سراح جبال حضرموت ؟؟
و هل هؤلاء وهؤلاء و هؤلاء يؤمنون بالتغيير ؟؟؟ أو أن التغيير سيحتاج
باستمرار إلى تغيير و تغيير !!
و أطرف تعبير عن هذه الثورة و ما هي عليه من غموض و تناقض و عدم وضوح ,
قول أحد كبار المحللين السياسيين :إن الثورة لا تحتاج إلى محلل سياسي ,
بل إلى منجم أو مشعوذ ..
لهذا ترزح الثورة مكانها , جمعة وراء جمعة , و النتيجة سلبية على البلاد و أهلها ..
و غداً الحادي عشر من فبراير .. و إنا لمنتظرون !!