اختتام الحوار وآمال استمرار منافعه

2014-01-28 14:36

 

 

اختتام الحوار الوطني سينقل اليمن شعباً ودولة وقيادة الى مرحلة جديدة تفرض  على الجميع التعاون لتنفيذ مخرجاته، وهنا لن اخوض في مخرجاته او تحديد الخطأ والصواب منها، لكنني اجد نفسي امام حقيقة ماثلة هي ( نتائج مخرجاته )  تستحق من الجميع التلاحم لتنفيذها كونها تمثل قاسم مشترك للاستقرار وحلول كل القضايا والرؤى التي قدمها ممثلي المكونات المشاركة فيه .

 

وهذا يعكس بان الحوار كان ناجح وانتهى بحسب ما كان مخطط له ، والى جانب ما كان يسعى لتحقيقه من اهداف متصلة بوضع حلول للمشكلات في اليمن لا يمكن ان ننكر ان له نجاحات ومنافع امنية تحققت خلال فترة انعقاده ، وفي مقدمتها تحديد ابرز اسباب العنف وأدوات ارتكاب الجريمة الارهابية ( كمنع حركة الدرجات النارية ) باعتبارها تحولت الى اداة موت ورعب لكل أليمنيين، وكان قرار منعها ايجابي، حتى وان  كانت دوافعه تامين جلسات انعقاد الحوار  خصوصا في اواخر العام المنصرم 2013م حتى اختتام الحوار .. إلا ان ذلك القرار وان كان مؤقتاً .. كان ايضاً  قراراً موفقاً وصائباً، مع التأكيد على ضرورة وضع حلول ومعالجات لأوضاع مالكيها والمشتغلين عليها حتى لا ينتج عن استمرار القرار  بالعاصمة دون معالجة اثاره الضارة الت تطال لقمة عيش البسطاء وان كان الاستفادة من تطبيقه تدريجياً ثم يتم نقل التجربة الى بقية المدن الرئيسية مع تقليص ومنع استيرادها وإدخال قطع الغيار لها الى البلد .

 

ومن الطبيعي ان تم اتباع سياسة المنع بتقليص حركتها تدريجياً لكن مع وضع سياسة تستوعب المعتمدين عليها كمصدر دخل للعيش  فان ذلك ستكون له نتائجه واثاره الايجابية على المدى الطويل في خفض مستوى ارتكاب الجريمة في اليمن ، وذلك بعد ان اكدت احصائيات صادرة عن وزارة الداخلية بانخفاض جرائم الاغتيالات بعد منع الداخلية لحركة الدراجات النارية في العاصمة صنعاء اواخر ديسمبر العام الماضي 2013م وها هي ذمار انتهجت نفس القرار مع مطلع العام الجديد، وهذا يبعث الأمل في القضاء على ابرز الادوات والوسائل التي يعتمد عليه "تنظيم القاعدة" ، ونتمنى ان يستمر سريان هذا القرار وان لا ينتهي مفعوله بانتهاء جلسات الحوار ، كما ان المنافع الأخرى المتمثلة بالتوصل الى ابرام عدد من الاتفاقات القبلية بين القبائل في مناطق متعددة للتصدي لعناصر تنظيم القاعدة ومواجهة الارهاب وعناصره بكل صورة ، كان الفضل في تحقيقها لله ثم لجهود القبائل وما تطلبته الحاجة لتوفيرالاجواء الآمنة للمتحاورين، وعدم تعطيل الحوار ، او السماح لعناصر تنظيم ( القاعدة) بالتوسع في عملياتها وتمددها في رداع بالقرب من العاصمة صنعاء ، حيث يعقد المؤتمر فتوجت تلك الجهود بتوقيع اتفاق قبلي بين قبائل منطقة رداع لمواجهة عناصر الارهاب في 19 يناير 2014م.

 

كما ابرمت  اتفاقات قبلية في مناطق قبلية متعددة وأصبحت لها ثمارها في وقف الخطر الذي يستهدف به "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مناطقهم وقبائلهم لإثارة وتعميق الصراعات بين قبائلهم وتصدير الجريمة، وخلق مناخات مساعدة لبروز دوافع الجُرم والعنف، وتوفير عوامل متعددة لارتكابها ، وإذكاء الصراعات بين القبائل والأطياف الدينية، وتعميقها لما يعكسه  ذلك من نتائج تساعد التنظيم على التمدد والبقاء والاستمرار في ارتكاب جرائمه الارهابية التي كادت ان تتسبب في التأثير على مخرجات الحوار وإفشاله، وانهياره لولاء تدارك خطورة الوضع من قبل الخيّرين من اعضائه، ومن خارجه تشكيلته بضرورة وقف مصدر الخطر،  فأثمرت جهودهم الى توقيع الاتفاق في منطقة رداع  كل ذلك بفضل الله ثم عزم الشيوخ والقبائل في تلك المناطق وبدافع الحفاظ على الحوار.

 

نتمنى ان تستمر تلك الجهود وان لا يؤدي انتهاء الحوار الى إنهاء تلك الجهود الخّيرة،  بل العمل على استمرارها ومواصلتها، ولقد مثل الحوار  مضلة لالتئام كل المتصارعين والمختلفين حيث ابرام اتفاق بين الحوثيين والسلفيين ووقف الاقتتال الدائر بينهم  وخروج السلفين في 10 يناير 2014 م من دماج اثناء انعقاد جلساته ، ليضاف هذا النجاح الى بقية النجاحات والنتائج واحتسابها في خانة النتائج الايجابية التي تحققت في ظل انعقاده، لهذا ينبغي علينا الحفاظ على هذه النجاحات ، والنتائج والعمل على استمرار أي جهود مماثلة في مناطق اخرى لمنع حركة الدراجات النارية، وإبرام اتفاقات قبلية لنبذ العنف، والتعاون مع الدولة وأجهزتها للتصدي للعناصر المتطرفة وأي ظواهر وأعمال مخلة بالأمن وعدم التوقف عند نزع  الادوات الخطرة التي يراهن عليها التنظيم لتصدير العنف والجريمة وتعميق الاختلافات والصراعات القبلية والدينية والسياسية واستهدافه لمصالح الشعب اليمني وعلاقاته مع الدول الاسلامية والغربية.

 

[email protected]