الشرطة في خدمة الشعب.. كثيراً ما نسمع هذا الشعار في بلادنا , ونشاهده في بلاد الغير واقعاً ملموساً على شاشات الفضائيات .
فحين تخرج الشرطة , أو قوات مكافحة الشغب ــ لا الشعب ــ لتفريق المتظاهرين .. نراها تحمل عصياً صالحة للاستعمال الآدمي , وتروساً تقيهم أحجار المتظاهرين , و زجاجاتهم الحارقة .. وهناك في ناحية بعيدة تقف صهاريج المياه وخراطيمها , وفي الحالات القصوى مسيلات الدموع و الرصاص المطاطي ..
لا ترى بندقية آلية , أو مدافع الدوشكا أو استعراض العضلات و (تفحيط) السيارات , أو توجيه الشتائم و الكلام البذيء ..
ترى حالات شغب كثيرة ومتنوعة , وعلى مدى أيام طوال ... لم نسمع رصاصاً يلعلع , أو دماء تسفك , أو عصياً بدرجة صميل , تهوي على رؤوس المواطنين و أرجلهم و دراجاتهم ..
و إذا سلمنا بأنهم يفعلون ذلك لمواجهة المظاهرات التي يعتقد أنها مسلحة .. فلماذا يُطلق النار على المواطنين العزل في حالات السلم و الهدوء , وفي وسط مدينة المكلا , مثلما حدث ليلة عيد26سبتمبر , للمواطن زكي بامدحج ..من قبل طقم تابع للأمن المركزي .؟.. كان بالإمكان إلقاء القبض عليه و حجزه مع سيارته ( لو ) كان مطلوبا أو تحت أي سبب من الأسباب ..
لكن الشرطة في بلادنا تعودت على حوار المواطن الأعزل بالرصاص الحي و مدافع الدوشكا , حتى في شوارع المدن ..
كل ذلك يحدث في ظل صمت كصمت الموتى , من قبل السلطة المحلية و لجنتها الأمنية و مجالس محلية و منظمات حقوقية ...
و كأنهم تخصصوا في مهمة واحدة هي حضور مراسيم الحفلات و الافتتاحات , دون أن نسمع كلمة حق يدافعون بها عن أبناء المحافظة أو إدانة لتلك الأعمال البربرية , أو إنزال عقوبة رادعة بمن يرتكب مثل تلك الجرائم ...
و إذا كان توجيه السلاح في القانون العسكري محرماً ( نصف قاتل ).. فكيف بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل ؟؟ حتى لو كُلّف هؤلاء بحماية البيت العتيق , وكان يُهدم حجراً حجراً .. فالنفس الإنسانية مقدسة ودمها حرام ..
نتمنى أن يعلو صوت الحق , ويخفت صوت الرصاص و القوة المفرطة , في مدينة مسالمة ومواطنين عزل من كل شيء إلا من كرامتهم ..
ونتمنى أن يكون شعار : الشرطة في خدمة الشعب واقعاً ملموساً ,
أو أن كل ما نسمع على لسان قادة ( ثورة التغيير ) من أحاديث عن الدولة المدنية الحديثة و الحكم الرشيد , وكلام طويل عريض ( و لا في الأحلام ) مجرد أضغاث أحلام , أو كلام ليل , تبعثر حروفه و معانيه شمس النهار ..