كلمات لروح المقدم الشيخ ‘‘سعد بن حمد بن حبريش‘‘
‘‘مدخل‘‘ :
من بين طلقات الرصاص علت جسد الشهيد
جسد مضى لكنه باق إلى الأبد الأبيد
يروى الثرئ بدمائه مع كل إشراق جديد
= رحيلك المُوجع ، جعل القلب رغم بُعد المسافة معلق على حافة الألم والحزن ، الماً على فقدانك .. وحزناً على الوطن الجريح .. الوطن الذي يريدون زعزعة أمنه وأمانه .. الوطن الذي يريدون حجب شمس حريته وضياء نوره .. الوطن الذ ي يريدون سرقة آماله وتطلعات شعبه في غداً مشرق وجميل ..
= حاولت كثيراُ إبعاد الحزن عني ، ولكنه تشبث بطرف ثوبي .. وكان الحد الفاصل بينه وبين الروح ، مجرد مسافة للبوح .. وكلمات نّزفتْها روحي رثاءً وترحماً على روحك الطاهرة .. كلمات رثاء تصف حقيقة ما أشعر به ويشعر به كل ابناء الوطن .. لان رحليك عن الدنيا خسارة كبيره .. كيف لا وقد تم اغتيالك ظلماً وعدواناً ، مما يُنبي بأن الموت الزوؤم غدراً بيد قوات الاحتلال الهمجي ينتظر من تبقى .. وكأن الجميع يقف في طابور كل واحد ينتظر متى سيأتي دوره ، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه .. ففي كل يوم من أيام حضرموت الخير ، سيكون هنالك شهيد جديد تفقده من خيرة ابنائها وشيوخها وشبابها ووجهائها الاوفياء ..
ان في العين دمعٍ .. وفي القلب بُكاء .
وفي النفسِ جرحٌ .. وفي الروح عناء
ولست ادري ..
هل ارثي حال الوطن ومن سبقك من الشُهداء
ام ارثيك ايها الشيخ الشهيد
يا صانع المجد ياشامخاً في كبرياء
ام أرثي " الحموم " عنوان الشهادة والتحدي والإباء
لكني لن أرثيك كلا ... لن أرثيك
لاني وجدت ان لكل شهيد لذة .. وموت الشهادة الذ
لن أرثيك
لأنك عند الله شهيد .. و الشهيد لا يموت
الشهيد قنديل مضيئ في سماء الوطن
وانت شهيد خضبت بدمائك الزكية ثُرى أرضنا الطهور
احببتَ الأرض فأحبتك
عانقتها فاحتضنتك بحنانها
فأستحقيت بكل فخر وسام الشرف
وتقلدت أعلى مراتب العزة والكرامه والمجد
لن ارثيك .. لانك عند الله شهيد
نادتك الأرض فلبيت النداء
قطعت العهد فصدقت وأوفيت بعهدك
وكان لك ما تمـنيت
فـ سال دمك الأحمر القاني يروي ثَرى الوطن
لينبت عُشباً اخضر .. ورداً ابيض .. زهوراً ورياحين
تعبق بأريج روحك الطاهره وعِطرها الفواح ..
تزفها في موكب عظيم
وهي ترتقي وتصعد معانقةً عنانَ السماء
تجوب حدود الوطن تطوقه .. و تصدح بأعلى صوتها :
بشرى اقتراب الموعد .. بشرى الأنتصار
لن ارثيك
يا شهيد حضرموت والوطن
يا من استشهدت واقفاً في كبرياء وعنفوان
شامخاً كـ النسور في السماء والأسود في الوديان
يامن جعلت للكرامة والشهامة عنوان
بدمك رسمت خريطة الوطن في قلب البركان
وبأستشهادك ستقطف حضرموت ثمار النصر
بحق من أنطق الإنسان وعلمه البيان .
لن ارثيك كلا
يامـن تنحني الهامات أمام تضحياته
وتسقط الأقنعة عن الوجوه الغابرة امام عطائه
وتتقزم كل شخصية مغرورة مستكبرة أمام بسالته
و تتهاوى الكراسي وتتحطم العروش امام صلابته
لن ارثيك كـلا
لانه عندما يسقط الشهيد مثلك ويسيل دمه
يجف المداد وتنضب الكلمات
وتتلاشى المصطلحات من قواميس اللغة ومعاجمها
وأمام قوة الفعل وجزيل العطاء ..
يتقزم الجميع ولا يبقى شيء غير الصمت !
لن ارثيك ايها الشهيد .. ولن اقبل العزاء فيك
بل سأبكي نفسي واوسيها على ما أصابها
كيـف لا ؟
وانت خير من قدم روحه قُرباناً للوطـن
آثرت الحياةَ فبقيت حياً .
بحثت عن النور فأشرق من وجوهك ليضيء ويسطع
سلامٌ عليك أيها الشيخ الشهيد
سلام عليك يوم ولدت فأشرقت الحياة وعزفت لحن الخلود
سلام عليكم يوم الحشر مع الأنبياء
مع الملائكة .. مع الصديقين .. مع الأحياء
ليرحمك الله
وليطوق قبرك بأكاليل من الزهور الحمراء كحمرة الدم الطاهر
الذي نزفته على تراب حضرموت الغالي ، لتعطي للحياه معنى جديد
انه الخير المطلق الذي لا يعرف حــدود
ليرحمك الله .. ويسكنك فسيح جناته
شفاء الناصر