سُلُوم العرب
--------------
"العنصـريه" من المشاكل التي تعيق تقدمنا الحضاري والفكري ، وعملت ولازالت تعمل على اهتزاز العلاقات الانسانيه ، وتلقي بظلالها واثارها السلبية في مجتمعنا الخليجي خصوصاً والعربي عموماً ، واصبحنا نسقطها أو نرغمها على لبس لبوس الدين والتقوى ، كـ عادات وتقاليد نؤصلها في عقول أبنائنا واجيالنا ونجعلها من "سلوم العرب" ومبادئ لا يجوز الحيد عنها ومن يحد عنها فقد ضل الطريق وشذ عن القبيلة والجماعه ..
= هذه العنصريه هي من جعلت منا شُعوباً مستهلكه غير منتجه وغير مُتحضره ، تملك عقول متحجره غير قادرة على التفكير والابداع الخلاق .. واوصلتنا إلى ذات الأنفاق المظلمة التي عانى منها الغرب بعدنا وتجاوزها قبلنا ، حين أكتشف الجانب الآخر من النفق الذي يعبق بالنور والعدل وأريج المساواة .. التي عرفناها نحن المسلمين قبلهم ، وحثنا عليها ديننا الاسلامي الحنيف ، الذي اعتبر العنصرية والتفرقة مبتورة وغير مقبولة لا في أول زمان الأسلام ولا في أي وقت ، فالأمر أنتهى ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ) .. لكننا وللاسف الى يومنا هذا لانقتدي بها ولا نعمل بموجبها في حياتنا العامة وسلوكنا اليومي .. بل ونسينا ان الاسلام هو البينة وهو العدل وهو المساواة وهو النعمة وهو الحياة .. واهدرنا الوقت في الانشغال بموضوعات وقضايا هامشية ، جعلتنا نشتم امريكا والغرب ونعيش عاله عليهم في كل شيْء
= ففي بلاد الحرمين الشريفين مثلاً .. هناك الى الان من يصنف الناس إلى درجات وطبقات اجتماعية وقبليه وفئويه وجهويه وحسب الألوان والأعراق .. وفي نهاية اليوم يفتح المصحف الكريم ويتلو قوله تعالى : ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” ، وإذا سألته لماذا هذا التصنيف واحتقار الآخر أجاب بتلك الإجابة الملتوية قائلاً : نحن مسلمون و إخوة والإسلام يدعو إلى نبذ التناحر والعنصرية .
= أن تفخر بقبيلتك وأصلك ونسبك فهذا أمر يخصك ، ولكن ذلك لا يجعلك أفضل من الآخرين ، لان التمدن نظام شامل لا يفرق بين البشر على اساس عنصري وقبلي ، اقتداءً بقوله صلى الله عليه وسلم : ان اكرمكم عند الله اتقاكم
= والغريب الذي شاهدته بأم عيني ، أننا كعرب نتباهى ونتفشخر محلياً في بُلداننا فقط .. ولكن إذا ما حطت رحالنا في بلاد العم سام ، أو العمة إليزابيث ، تحولنا إلى قطط تموء وداعة وأدباً وتحضراً ونبذاً للعنصرية .. هناك في الغرب يدوس العنصريون على نماذج التخلف والعنصرية والقبلية والرجعية والتبعية .. وفي بلدانهم يتفاخرون بها .
= علينا الاعتراف .. والاعتراف بالمرض أول أسباب التعافي