رسائل مطمئنة للجنوب… الدولة القادمة تمر بخطوات ثابتة لا بقرارات متسرعة
الجنوب وميزان الاعتراف الدولي… طريق هادئ نحو الدولة القادمة من نيويورك
شبوة برس – خاص
رصد محرر "شبوة برس" تحليلاً رصينا موسعاً نشرته مدونة سياسية على صفحتها في منصة فيسبوك، تناولت فيه المسار الحقيقي الذي تمر عبره طموحات الجنوب نحو انتزاع الاعتراف الدولي، مؤكدة أن طريق الدولة لا يبدأ من معاشيق بل من نيويورك، حيث تُصاغ القرارات وتُصنع الشرعيات الحديثة للدول.
وأوضحت الكاتبة الأستاذة "فيروز الوالي" أن المجلس الانتقالي، رغم امتلاكه الأرض والقوة العسكرية والتأييد الشعبي، يظل بحاجة إلى الغطاء الدولي الذي تتحكم به الرياض وواشنطن ولندن. وترى أن السعودية لا تقف ضد مشروع الدولة الجنوبية، لكنها تتحرك وفق حسابات دقيقة تضمن أن لا يتحول إعلان متعجل إلى هدية سياسية للحوثيين أو لإيران، أو إلى أزمة تضع الجنوب في خانة "التمرد" بدلاً من خانة "الانتقال المنظم".
ولاحظ محرر "شبوة برس" تمكن الكاتبة فيروز سياسيا وقانونيا شددت على أن الاعتراف بالدول لا يصنعه العلم المرفوع على المباني، بل يصنعه التوقيع في المؤسسات الدولية، وفتح أنظمة مالية، وتأمين ممرات الملاحة، وتفاهمات مع القوى الكبرى. وتشير إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى الجنوب من زاوية الأمن البحري والطاقة والتوازن مع إيران والصين، وأن بريطانيا – بحكم تاريخها وخبرتها – لا تعارض حلاً جنوبياً، لكنها تريده هادئاً، واضحاً، وتحت مظلة الأمم المتحدة.
وتنبه الكاتبة أن صمت الحوثي ليس ضعفاً، بل انتظار للحظة يستغل فيها أي خطوة غير محسوبة، ليقدّم نفسه للعالم كمدافع عن الوحدة اليمنية، وهو ما تحرص القوى الدولية على عدم منحه إياه.
ويؤكد محرر "شبوة برس" أن القراءة السياسية التي قدمتها الاستاذة فيروز الوالي لا تبعث اليأس في نفوس الجنوبيين، بل تكشف أن الجنوب أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدفه التاريخي، شريطة أن يظل المسار منضبطاً ومدروساً، وأن تُستثمر اللحظة الدولية بعقلانية وصبر. فالدولة، كما تختم الولي، لا تأتي بالصوت العالي، بل بلحظة إعلان هادئة من نيويورك تُكرّس حق شعب الجنوب في دولته المنشودة.
#دوله_الجنوب_العربي