إستعادة الجنوب: هل تفلح الآليات الحالية؟

2025-10-16 17:16

 

قد يبدو العنوان مستفزا نوعاً ما ، لكن على القيادة ان تسمع منا ولو كلمة لأننا شركاء في الوطن إذا لم نكن شركاء في القيادة والوظائف والكراسي .. الوطن أبقى من الكرسي وأبقى من القائد والرئيس والوزير ، كلهم زائلون وسيبقى الجنوب .

الجنوب قضية كل جنوبي ومسئولية كل مواطن ، لا احد يزايد على الفلاح أو راعي الغنم أو العامل أو صاحب الورشة ، ولا احد من القيادات يظن أنه أفضل منهم ، اسمعوا من الجميع إن كنتم صادقين .

- الجنوب إلى أين ؟ :

في خضم المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة والدعوات إلى حل مشاكل الشرق الأوسط و إرساء دعائم السلام يبرز السؤال : أين موقع قضية الجنوب مما يحصل ؟

— نحن جزء من هذا الشرق الأوسط و نتأثر بما يحدث فيه والأزمة التي عشناها ولا زلنا هي نتاج ماحصل في المنطقة ، لأن كل مشاكل المنطقة مرتبطة بخيط واحد تحركه يد واحدة !! تثير الفتن وتشعل الحروب ... وعندما ينتهي غرضها من الحروب تبدأ في تسوية شاملة تعيد ترتيب احجار الشطرنج كما تشاء !! بمعنى أدق [ المنطقة لعبة بيد الغرب ] .

- هل تمتلك القيادة الجنوبية قرار فرض أمر واقع ؟ :

الحقيقة أن مسألة القرار في ظل التدخل الإقليمي وتشكيل التحالف العربي مسألة حساسة ! ولا ينبغي المزايدة بشعار ( القرار قرارنا ) لأننا في وضع لايسمح بالشطحات أو إتخاذ قرارات أحادية والجميع يعرفون هذا .

 

لكن قضية الجنوب يجب أن تكون حاضرة وبقوة على اي طاولة للتسوية لكي لا تنسى أو " تؤجل " إلى أجل غير مسمى .

هناك تصريحات رسمية ومقابلات بأن الأولوية ل﴿ القضاء على المليشيات الحوثية ﴾! .

تعرفون أن المليشيات الحوثية هي جيش عفاش وقواته الخاصة وحرسه الجمهوري وقوى سياسية وشخصيات من الهضبة إضافة إلى قطيع ميدان السبعين ! لم يأتي أحد من الخارج كلهم حوثه ومتحوثين وأهل البلد وسكانها !! فكيف يكون القضاء عليهم ؟؟ 

من هنا نقول : لايمكن القضاء على المليشيات الحوثية بالآليات الموجودة .

 

الكل يعلم أن ربط حل القضية الجنوبية بالخلاص من الحوثي أولا ، مجرد كذب على الذقون وتسويف وبيع وهم .

- التعامل بالآليات الموجودة : هل سيعيد الجنوب ؟ :

نعلم أن الضغوط التي تتعرض لها قيادة المجلس الانتقالي من التحالف العربي كبيرة وشديدة وأن القرار المهم عندهم وأنهم لن يسمحوا بأي إجراء أحادي يتخذه المجلس الانتقالي بدون موافقتهم مثل إعلان الإدارة الذاتية ، وهذا ليس سر بل جزء من مسؤولية التحالف أمام المجتمع الدولي و " الشرعية التي تشكل التحالف لاستعادتها " .

لذلك فإن المستجدات الحاصلة في حضرموت [ تشكيل قوات عسكرية ]، والتصريحات التي تصدر من هنا وهناك لا تصنع عقبات في طريق إستعادة الجنوب فقط ، بل تزيد تعقيد الوضع الداخلي والإحتقان الذي يدفع إلى المواجهة لاسمح الله .

الخلاصة : الجنوب بحاجة إلى بناء الثقة بين الجنوبيين ، ورد المظالم وإعادة مانهب من ممتلكات عامة وخاصة وإنشاء جهاز مستقل من الكفاءات النزيهة للمساءلة والمحاسبة ﴿ من أين لك هذا؟ ﴾ ، وبحاجة إلى لم الشمل وتوحيد الصف والتخلي عن التخوين وتوسيع المشاركة في كافة المجالات العسكرية والمدنية والحد من التسلط المناطقي وتوسيع دائرة القرار الداخلي وابعاد البطانة السيئة .

كل ما ذكرنا مهم جدا جدا لبناء الثقة بين الجنوبيين التي زعزعتها البلطجة واستخدام الصفة الرسمية والقوة العسكرية للبسط على أملاك المواطنين وعلى أملاك الدولة .