الاحتفال بعيد الوحدة

2018-05-26 13:52

 

ثلاث كلمات، كل واحدة تعني السعادة بحدث هام وتاريخي أدى إلى تغيير الواقع المؤلم إلى نعيم في كافة المجالات، وعلى كل المستويات. لكن الوحدة اليمنية ليست إلا حلم لم يتحقق لجرائم نخب أنانية دمرت وأفسدت وقتلت كل شيء، وهى لا زالت تتحول وفقاً لأنانيتها الممقوتة من هنا إلى هناك. وللأسف أن المواطنين لا حول لهم ولا قوة وهم يرون نخبهم تتمتع بما كسبوه على دمائهم.

 

الاحتفال دائماً يكون بسبب تغيير واقع الناس إلى الأفضل، والعيد مناسبة نشكر الله فيه على هذا التغيير من السيئ إلى الأفضل. أما الوحدة رغم أنها كانت حلم كل اليمنيين لكنها قتلت بحرب ظالمة اغتالت الآلاف تحت شعارات زائفة: «الوحدة أو الموت».

واليوم بعد أكثر من ربع قرن، لا الشمال شمالا كما كان، ولا الجنوب جنوبا. الصورة مؤلمة بل زادت ألماً وحسرة لكل مواطن يعاني من أشد ممارسات الظلم في التاريخ، وهجرات داخلية وخارجية وضياع الأمن والاستقرار وفقدان كل شيء.

 

العالم والمنظمات الدولية تناشد بإنقاذ اليمن، وبالمقابل هناك من يصرّ على استمرار القفز على الواقع بقيام احتفالات مهما كبرت أو صغرت فإنها في نظر الكثير من المراقبين سخرية القدر لهؤلاء يحتفلون والدماء تنزف في كل بيت، والجوع يطحن الملايين، والمرض يفتك بعشرات الآلاف.

 

 صورة لا تعبر إلا عن استخفاف بما يجري، لأنهم للأسف بعيدون عن كل تلك المآسي، ليس بتواجدهم باليمن ولا حتى في حسرتهم من القلب الصادق، وذلك أضعف الإيمان للتعبير عن ذكرى مؤلمة كانت حلما فأصبحت كابوسا.

*- نبيل ميسري الأيام