‏الجنوب ليس سوريا!!

2025-05-13 21:03

 

المقارنة بين وضع سوريا والجنوب العربي غير دقيقة بسبب الاختلافات الأساسية في السياقات السياسية والقانونية. في سوريا، كان هناك نظام (الأسد) فقد شرعيته دوليًا بسبب انتهاكاته، مع إجماع واسع على ضرورة إسقاطه، ولم يكن هناك تنازع على شرعية حكومة بديلة معترف بها دوليًا. أما في الجنوب العربي، فالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لا تزال تحتفظ بشرعية قانونية في الأمم المتحدة، رغم الحضور الميداني من المجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب والحوثيين صنعاء. 

 

المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى لاستقلال الجنوب، لكنه لا يحظى باعتراف دولي كحكومة شرعية، بينما في سوريا، القيادة الجديدة (حكومة الشرع) تسعى لملء فراغ السلطة بعد انهيار النظام.

إضافة إلى ذلك، التعقيدات الإقليمية والدولية المتداخلة في صراع الجنوب و اليمن تضيف بُعدًا مختلفًا عن الوضع السوري، حيث كان الصراع أكثر تركيزًا على إسقاط نظام مركزي.

بالتالي، لعوامل الاختلاف في الشرعية الدولية، طبيعة الصراع، والأطراف المتنازعة يجعل المقارنة غير عادلة أو منطقية، ولهذا يحتاج استقلال الجنوب إلى شروط يمكن الوصول لها متى أدرنا الصراع بإدراك الظروف المحيطة.

 

د. حسين لقور بن عيدان