نساء عدن: صرخة وطن وسط صمت دولي مطبق.!

2025-05-12 06:01

 

في لحظة فارقة تجسّدت فيها الشجاعة والوعي، خرجت نساء عدن، الحرائر، يحملن همّ الوطن على أكتافهن، خرجن مطالبات بحقوق شعب يُنهك، وبكرامة مدينة تنزف من الإهمال والتجاهل، لم يكن خروجهن طمعًا في سلطة أو منصب، بل كان صرخةً في وجه الظلم، ودفاعًا عن العدالة، عن مؤسسات تنهار، وعن ما تبقّى من روح وطنٍ يتهاوى.

 

وفي الجهة المقابلة... نجد جيلاً تائهاً في ظلمات الجهل، مشبعاً بالتفاهة، لا يعرف من الوطن سوى اسمه، جيلاً أتقن التنمّر والعنصرية، غارقاً في مضغ القات وإهدار الوقت، حتى أوصل نفسه إلى قاع الإحباط، جيلٌ هو نتاج منظومة تعليمية فاشلة، ومجتمع لم يزرع فيه حب الوطن، ولم يعلّمه معنى الانتماء.

 

أي واقعٍ هذا الذي يجعل من نساء عدن درعاً للوطن، بينما كثير من "الرجال" اختاروا الخذلان؟

وأي عارٍ هذا حين تصبح المرأة صوت الميدان، بينما سكتت معظم الأصوات الأخرى، أو خُدّرت حتى غابت عن مشهد الكرامة؟

 

ان هؤلاء الحرائر، هن امهاتنا وخواتنا وبناتنا ورفع من معاناتهن هو الطريق الوحيد نحو تربية جيل جديد يشعر بالانتماء لهذا الوطن.. 

 

عدن لا تموت...طالما فيها نساء يكتبن التاريخ بالفعل لا بالكلام، لأنكِ عصية على الكسر، شامخة كجبالك، أصيلة كبحرك، طاهرة كترابك، لأنكِ عدن...مدينة أشبعت الجائع، وآوت المتشرد، واحتضنت الجميع دون تمييز.

 

كيف يُطفئون نورًا أضاء مجد الأجيال؟

لقد سبقتِ الجميع يا دُرّة البحر العربي، يا زهرة الخلجان، يا من تغنّى بك الفنانون، وكتب عنك الرحالة والمستكشفون، وانحنى لجمالك الأدباء والشعراء، كنتِ وما زلتِ بوابة العرب إلى الهند والسند وأوروبا، فخافك الحُسّاد، وتكالب عليك الطامعون، وظنّوا أن بإمكانهم كسر مجدك الأبدي..!!

 

فعلمنا التاريخ أن الشعوب لا تموت أبدا، وهذا ما أكده تاريخ نساء عدن.. 

 

تحية إجلال لكل امرأة خرجت ترفع راية الوطن، لتقول "نحن هنا...وعدن تستحق الحياة..

 

ويبقى الجنوب، كما عهدناه، حرًا، أبيًا، شامخًا لا ينكسر.

 

✍️    ناصر العبيدي