ما يحدث في اليمن اليوم لم يعد يحتمل التأويل أو المداراة، فالمشهد السياسي والعسكري بات مكشوفًا إلى درجة الفضيحة، وسقوط الأقنعة أصبح عنوان المرحلة، الشرعية التي وُجدت لتكون مظلة للناس تحوّلت إلى خيمة ممزقة، والحوثيون الذين جاءوا بشعار "الموت لأمريكا" يوزّعون الموت على أبناء وطنهم. كلاهما يقاتل أو يتظاهر بالقتال من أجل الكرسي، لا من أجل الكرامة أو الوطن.
إنه تخادم واضح، تقاعس مقصود، وترتيب مخزٍ لأدوار خُطط لها على حساب دماء اليمنيين، الحوثي يتمدد، والشرعية تتقهقر؛ الأولى تدّعي أنها "تحارب العدوان"، والثانية تتباكى من "الانقلاب"، وبينهما شعب يُسحق ويُنسى.
من يسكت عن الحقيقة فهو شريك في الجريمة، وإن لم يكن هناك من يملك الشجاعة لقولها، فليعلم أن التاريخ لا يرحم، الشرعية اليوم تمارس الفساد والخذلان في الجنوب، والحوثي يمارس القمع والاستبداد في الشمال وكلاهما باع قضية اليمن في بازار المصالح الإقليمية والدولية.
أما التحالف، فقد تحوّل من داعم مزعوم للشرعية إلى جزء من المعادلة الرمادية؛ تارة يلوّح بالنصر، وتارة يخذل الجبهات، بينما تستنزف الأرض والناس في لعبة عبثية عنوانها "لا غالب ولا مغلوب"، بل "لا وطن ولا سيادة".
لقد ضاعت البوصلة، إلا من قلوب مخلصة لا تزال تقاوم، تقاتل من أجل أن يبقى لليمن معنى وكرامة، وحدهم المقاتلون الحقيقيون على الأرض، أولئك الذين لم يخونوا ولم يساوموا، هم الشرف الباقي في وطن يتآكل.
اليمن اليوم لا يحتاج مزيدًا من المؤتمرات ولا خطب المنفى، بل يحتاج ثورة على كل الأوجه الاحتلال ، من صنعاء إلى عدن.
فاحذروا...التاريخ يكتب الآن، وسيأتي يوم تُسأل فيه كل القيادات ماذا فعلتم؟ وأين كنتم حين كانت اليمن تُذبح..؟
من أعماقي...اتمنى ان تنزل بهما صاعقة فتنشرهما نثراً...!!
الجنوب سيظل حراً أبياً شامخاً لا ينكسر
✍️ ناصر العبيدي