*- شبوة برس -جمال مسعود علي
كثيرون هم في النقابات الجنوبية من تمرسوا على النضال السلمي ايام الحراك الجنوبي وخاضوا مع الجماهير الثائرة وشاركوا في كل مراحل النضال ، وحمل الكثير منهم السلاح والتحق بجبهات القتال ضد الحوثيين ، بل إن شرارة الثورة في ساحة العروض ومواجهة الاعتداءات المسلحة على ساحة الاعتصام بخور مكسر كان للنقابيين نصيبا مفروضا من ضريبة البذل والعطاء ، عندما أصيب المعلم عضو نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين الاستاذ وهيب البحري برصاصة اخترقت عضده من الجهتين ونقل على إثرها إلى مستشفى أطباء بلا حدود لتلقي العلاج ، وكثيرون من لزم ساحة الاعتصام حتى تفجر الوضع العسكري وشارك مع المقاومة الجنوبية في جبهة المطار وطرد قوات الأمن المركزي من معسكر الصولبان
ليس صعبا على النقابات العودة لممارسة دورها النضالي واستعادة زخمه من جديد في ظل هذا التفلت والتوهان وعدم وضوح الرؤية المستقبلية لحال العمال والموظفين في ظل استمرار شراكة التعذيب والتجويع ، لن يقبل ثوار النقابات العمالية الجنوبية دفن الرأس في الرمال وتجرع مرارة المهانة والمذلة ، كيف لهم وقد مضت خطواتهم بثبات حتى استعادوا صرحهم العملاق مبنى النقابات بصراحة ووضوح وفرضوا انفسهم نقابة جنوبية حرة مستقلة لاتساوم أو تداهن ، قبل بذلك من قبل ورفضه من رفض ، فرضت اسمها وختمها
النقابات الجنوبية تأبى السقوط مجددا بعد وصولها الى منتهى طريقها النضالي ، وان يفرض عليها نهج الذل والمهانة عبر التجويع والتجريع وتعطيل مصالح شعب ابي وتجميد إيراداته السيادية وهي تمثل أكبر قطاع في الجنوب وهو العمال والموظفين والمتقاعدين المدنيين من عدن إلى المهرة وسقطرى
لقد فرشت النقابات الجنوبية بسط الامهال والنفس الطويل وامتصت صدمة الشراكة مع الخصوم وتغاضت عن الأضرار التي لحقت بقطاعاتها العمالية جراءها وانتظرت مع شعب الجنوب نتائج التسويات السياسية الفقاعية التي تذهب قبل أن تصل ، وتركت الباب مفتوحا لمخرجاتها ايا كانت ، وإتاحة الفرصة لمن شق الطريق نحوها دون اعتراض وتململ ، وهاهي قد وصلت إلى مالم تكن تتوقعه ، مرارة وحسرة وضيق وكمد ومعاناة لم تشهدها منذ عرفت الجنوب العمل النقابي وخاضت كل مراحله
لقد أوشكت السكة أن تنقطع بالنقابات في قبول استمرار الشراكة والتعاطي معها ، وهاقد بدأ الغضب يتقد والجمر من تحت الرماد وشراكة المناصفة لاتلقي بالا بذلك وتداعياته ، وتستفز النقابات العمالية الجنوبية يوما بعد يوم بأساليب الهروب من المواجهة والتعاطي مع اصوات المحتجين المطالبين بفعل مايمكن فعله منها للتخفيف من معاناة الشعب ولقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ان النقابات الجنوبية قد خرجت للساحات أكثر من مرة ووقفت أمام قصر المعاشبق ومقر التحالف ومكتب الأمم المتحدة واحتشدت في ساحة العروض ، ليس لإقامة فعاليات كما قدرت ذلك الشراكة الفاشلة التقدير الخاطئ ، وتجاهلت مؤشراتها ورسائلها . بل لتلفت انتباه كل الكيانات السياسية بأنها قبل وإسقطت أكثر من حكومة ولعل ملامح العودة إلى المواجهة لانتزاع الحقوق انتزاعا قد صارت مطلبا أساسيا وخبارا لارجعة عنه وانها مجبرة قد تجر إلى الانتفاضة وإعلان الثورة دفاعا عن السيادة وحق العيش بكرامة وفرض إدارة كفوءة تقود الشعب إلى بر الأمان وتنتشله من هذا الواقع المرير المفروض عليها تعسفا وعدوانا وإهانة واذلالا لشعب حر كريم في أرضه
أن تيارا داخل النقابات الجنوبية يتفجر ثورة وغضبا ويتشوق لمرحلة النضال من أجل الكرامة والعزة وهو يذوق ويلات التجويع والافقار من الشراكة الفاشلة التي فرضت على شعبنا فرضا ، لاتسد ولا تفصل في قضية من قضاياه البتة ، وهي عبئ على موارده وثرواته تغتني والشعب في فقر مدقع ، ووجب اليوم عليها ان تتتنحى وتحال الى المحاكم للقصاص والجزاء العادل جراء أفعالها المشينة وتفريطها لمصالحه ومقدراته