ما أقسى أن ترى المنابر صامتة، والحق يُداس، والناس تُظلم، وأهل الدين يلوذون بالصمت! في لحج، تتزاحم القضايا وتتعالى الأوجاع، والناس تنتظر من يصدع بكلمة حق، من يواسي المظلوم، ويهزّ ضمير الظالم... لكن للأسف، كثيرٌ من الخطباء – إلا من رحم ربي – يختارون الصمت، يُغلّفون الحق بالحياد، ويغلفون المواقف بالخوف أو المجاملة.
يا أئمة المساجد، أما لهذا الصمت من نهاية؟ ألم تكن المنابر يومًا منارات للحق، تُقيم الحجة، وتوقظ الضمائر، وتردع الطغيان؟ ألم تكن الخطبة صوت المظلوم حين يصمت الجميع؟ فأين أنتم من سنة نبيكم الذي قال الحق ولو على نفسه؟ أين أنتم من قول الله: "ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"؟
الناس اليوم بحاجة إلى من يقف معهم، لا من يهرب من واجب الكلمة. بحاجة إلى أئمة لا يخشون إلا الله، يعيدون للمنبر هيبته، وللخطبة رسالتها، وللمسجد دوره في نصرة الضعيف، وهداية الحائر، وتذكير الغافل.
كفى مجاملات، كفى تبريرات! الساكت عن الحق شيطان أخرس، ومنبر لا يعلو فيه صوت الحق، منبر بلا روح.
كونوا كما أرادكم الله: ورثة الأنبياء، لا عبيد المصالح!
*- صدام اللحجي