27 أبريل: من غدر الأمس إلى عدالة السماء وبشائر النصر

2025-04-17 09:36

 

في مثل هذا اليوم، السابع والعشرين من أبريل عام 1994، تجرعت أرضنا الطيبة وشعبنا الأبي مرارة الغدر، حين أُعلنت الحرب الظالمة على جنوبنا العربي الأبي من قبل قوى الشمال. كان يوماً أسوداً، نقش في ذاكرتنا جرحاً غائراً، وظن الغزاة يومها أنهم طمسوا هويتنا وقضوا على حلمنا بدولتنا المستقلة.

 

لكن هيهات! ها هي الأيام تدور، وها هي عدالة السماء تتجلى بأبهى صورها. من كان يتخيل أن أولئك الذين استباحوا أرضنا بالأمس، سيصلون إلى ما هم عليه اليوم من ضعف وتشتت وارتهان؟ إنها سنن الكون، وإنها إرادة الله التي تمهل ولا تهمل. نشاهد اليوم بأعيننا ثمار صبرنا وتضحياتنا، ونرى كيف أن الباطل يزول وأن الحق يعود لأهله.

 

لم نشك لحظة واحدة في مشروعنا الوطني، ولم تهتز ثقتنا بقيادتنا الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي. هذا المجلس الذي ولد من رحم المعاناة، وحمل على عاتقه أمانة استعادة الحق والدفاع عن كرامة الجنوب. بفضل تضحيات أبطالنا وصمود شعبنا وحكمة قيادتنا في المجلس الانتقالي، استطعنا أن نرد الصاع صاعين، وأن نثبت للعالم أن الجنوب عصي على الانكسار. لقد أخذ المجلس الانتقالي بثأر الجنوب، ليس بالانتقام الأعمى، بل ببناء المؤسسات، وفرض الأمن، ورفع صوت الجنوب عالياً في كل المحافل، مؤكداً أن زمن الوصاية قد ولى إلى غير رجعة.

 

واليوم، ونحن على أعتاب السابع والعشرين من أبريل 2025، ننظر إلى الماضي بفخر واعتزاز بما تحقق، ونتطلع إلى المستقبل بأمل وثقة لا يتزعزعان. قد تحمل الأيام القادمة المزيد من التحديات، وربما تكون هناك أحداث تذكرنا بتقلبات التاريخ، لكن إيماننا بعدالة قضيتنا وبقدرة مجلسنا الانتقالي على تحقيق النصر النهائي، استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة، هو إيمان راسخ كالجبال. إنها عدالة السماء التي نراها تتحقق، وإنها بشائر النصر التي تلوح في الأفق بفضل صمودنا وثباتنا على المبدأ بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

*- أبو زياد

16/04/2025