اتركوا عدن ولحج وأبين جانباً، واتركوا يافع والضالع وردفان كذلك، فلسنا هنا بصدد مناطقية ولا مزايدات، بل بصدد موقف ومبدأ.
وسبق ووجهنا رسالة لأبناء شبوة سابقا وأعيدها لابناء حضرموت الان : إذا وجدتم يافعياً أو ضالعياً أو عدنياً أو ردفانياً او بدويا يملك حقلاً نفطياً أو باسطاً على ثروة في حضرموت ، اسحلوه واربطوه وأرسلوه إلينا. فالخلاف ليس على الثروات، بل على الطريقة التي تُدار بها الإرادة.
لنفترض – فقط نفترض – أن ما يقوم به بن حبريش في حضرموت هو من باب الاجتهاد السياسي، فهل يكون الاجتهاد مبرراً حين يتجاهل صوت الشركاء ( الصوت الحضرمي الآخر )؟ هل تصح الدعوة للتفرّد باسم حضرموت بينما تتوارى خلفها تضحيات رجالها ومشايخها ودماء شهدائها الذين ارتقوا وهم يحملون راية الجنوب؟
نقولها بوضوح وصدق: لسنا ضد إرادة أبناء حضرموت، بل نحن معهم، في الصف ذاته، نذود عن الكرامة ونحترم التنوع والتعدد. لكننا بالمقابل لا نقبل بلغة الإقصاء ولا بمنهج الصوت الواحد، فالوطن لا يُبنى على أنقاض الثقة، ولا تُرسم ملامحه من فوق منصات التفرد.
على من يحيطون ببن حبريش أن يصارحوه لا أن يصفقوا له، أن ينصحوه لا أن يورطوه، فالطريق التي يسلكها اليوم محفوفة بالخطر، ومنحدرة باتجاه لا يخدم حضرموت ولا الجنوب. فليُحكّم العقل، وليُسمع الصوت الآخر، فالوطن للجميع، والجنوب لا يحتمل مزيداً من الشروخ.
#زيد_بن_يافع