بين عاهتين
بالأمس القريب نقلت لنا وسائل اعلام مختلفة صورة مؤلمة لأب متوف في أحد شوارع مدينة إب وبجانبه طفل صغير قيل انه طفله وقد كان الرجل يتسول طعاما لطفله، وقيل انه مات جوعا، حدث ذلك في مناطق سيطرة عاهة اسمها الحوثي.
في الجهة الاخرى، في الجنوب، مات طيار متقاعد جوعا وانتحر شخصا آخر عندما عجز عن إطعام اطفاله، وحدث ذلك في مناطق سيطرة عاهة اخرى اسمها الشرعية.
تلكم حالات وصلت اليها اعين الإعلام، لكن هناك آلاف الحالات قضوا جوعا ومرضا وكمدا لا تعلم عنهم لا العاهة الاولى ولا العاهة الاخرى، فكل من العاهتين تحارب طواحين الهواء.
كل من العاهتين تعلم ان الفقر والجوع في مناطق سيطرتيهما بلغ مداه وان الاجر الشهري الذي يتقاضاه الموظف لا يساوي ثمن (قلص كوفي) في الفنادق التي يقطنونها، بل ان السواد الأعظم من الناس ليست لهم اجور.
كل من العاهتين يوهمنا ان لديه معركة كبرى يخوضها، فالحوثي يوهم الناس بأنه ينصر غزة ويحارب اسرائيل في حين ان التقارير المحايدة تقول ان الناس في مناطق سيطرته دفعت ثمنا غاليا بدون مقابل حقيقي سوى بروباجندة اعلامية من نشطاء في وسائل التواصل وبعض من إعلام التطبيل الذي يجيده العرب منذ نكبة ١٩٤٨م حتى اليوم.
اما العاهة الاخرى (الشرعية) فقد نقل لنا اعلامها ان رئيسها غادر (جمهورية معاشق) لمساندة دونالد ترامب في استنهاض الحشد الدولى لمحاربة الحوثي، ولا نملك الا ان نقول (رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه).
كلا العاهتين، في عدن وصنعاء، عجزتا عن توفير ابسط مقومات العيش الكريم للناس في مناطق سيطرتيهما ولا يحمل اي منهما مشروعا وطنيا، فجل اهتمامهما محصور بمحازبيهم وحواشيهم الذين ينعمون بحياة الترف الباذخ ويتاجرون بمعاناة الناس، بل ويعاير كل منهما الآخر بهذه المعاناة التي لا نرى لها نهاية طالما اصحاب الحل والعقد يتكسبون ولا يعانون.
(وكم في بلادي من المصحكات.
ولكنه ضحكٌ كالبكاء)
مع الاعتذار للمتنبي.
عدن
٦ ابريل ٢٠٢٥م