القرار الذي أصدره الرئيس الجنوبي عيدروس بن قاسم الزبيدي مساء أمس قرار صائب وخطوة موفقة في طريق بناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية وقد أثلج صدور كل شرفاء وعقلاء الجنوب العربي سيما أنه تضمن اسماء لأبناء سلاطين الجنوب العربي ووجهاء من قيادات الجنوب العربي الذين ظلمتهم المراحل السابقة وحان الوقت لتصحيح أخطاء الماضي والتخلي عن الاغتراب من الجنوب العربي في رحلة (التيه) التي استمرت تسعة وخمسون سنة في دائرة اليمننة المثخنة بالجراح والفشل والتناحر بشكل لم يعرفه الجنوب العربي على طول جغرافيته الممتدة من المندب غربا إلى المهرة شرقا حتى تغرب عن وطنه وهويته وتاريخه واتجه إلى تلك الدائرة المشحونة بالتناقضات ..
وبدون شك يضع هذا القرار الصائب الأساس المتين لجنوب عربي فيدرالي يضمن حقوق ومصالح كل مكوناته الاجتماعية التي اساسا هي متجانسة ثقافيا في كل المجالات ومنها الوسطية والاعتدال والتعايش الإيجابي البناء مع الآخر بمختلف ثقافاته وألوانه واجناسه على امتداد أكثر من مائة وستون دولة منتشرة حول العالم..
والجنوب العربي اليوم وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها بفعل التآمر اليمني الممتد منذ عهود الائمة واطماعها التوسعية وأساليبها الخبيثة وتعدد حيلها للإيقاع بالجنوب العربي تحت احتلالها البغيض باسم الوحدة المقبورة مستعينة احيانا بقوى إقليمية ودولية ومستغلة لظروف الضعف البشري بالمال والمناصب الشكلية لأحداث انقسامات وفق قاعدة (فرق تسد) تلك القاعدة التي لا يمكن لأي طامع توسعي الإستغناء عنها لديمومة هيمنته وسرقة حقوق الشعوب المنكوبة به..
وفي هكذا ظروف يستوجب على كل شعب الجنوب العربي من شرقه إلى غربة مواجهة تأثيراتها الضارة والقاتلة للجميع أن يوجد العلاجات الناجعة لها وابطال مفعولها لتحقيق هدف الحرية والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية التي تتسع للجميع وتضمن حقوق الأجيال الصاعدة والأجيال القادمة .
الباحث/علي محمد السليماني