كثيرة هي ردود الفعل التي وصلتني بعد مقالي الأخير عن التطورات في الجنوب بالذات فيما يتعلق بالخدمات الإنسانية منها التعليم والصحة والكهرباء، والذي لا يعرفه الكثيرون بأن عدن أول عاصمة خليجية دخلتها الكهرباء عام 1928، ولكم أن تتخيلوا التطور الذي كانت عليه عدن آنذلك، واليوم عدن بلا كهرباء فهل يمكنكم تخيُّل ذلك؟
المأساة الإنسانية التي يعيشها مواطنو الجنوب مأساة حقيقية وكارثية وإنسانية فمن العز الذي كان به المواطن الجنوبي يوم ما كان يتمتع بالكهرباء بينما مواطنو المحيط بلا كهرباء ولا صحة ولا مدارس، اليوم ذلك المواطن الجنوبي لا يجد قوت يومه، وهناك من لا يجد وجبته اليومية بكِسرة خبز يسد بها رمقه، ورمق أطفاله.
القضية الجنوبية لا أتحدث عنها من منطلق سياسي لأن ذلك بالنسبة لي أمر مفروغ منه لقناعتي بأن ما يتعرض له الشعب الجنوبي من تجويع وإرهاب وقطع كهرباء واغتيالات ونهب ثرواتهم من قِبَل قوى الفساد الشمالية وأعوانهم ومن يسيطرون عليهم بدعم من الخارج بل بإشراف من الخارج يتقاسمون ما ينهبونه من ثروات ذلك الشعب الذي بلا كهرباء ولا خدمات، من بترول وغاز وذهب ومعادن ثمينة لا تقدر بثمن، وهذا لا شك لدي به مطلقا كل ذلك يأتي في إطار خشية الجميع من نهوض المارد الجنوبي الذي إذ نهض فإنه حتما سيغير معادلات كثيرة، وأهمها قطع الأيادي التي تنهب ثروات الشعب الجنوبي التي تعيش بأسوء ما يمكن أن يعيشه الإنسان من تفقير وقطع خدمات وغيرها.
قلتها وأكررها لن يصلح حال الشعب الجنوبي إن لم يخرج منه شخصية تبادر بحسم أمر عودة دولة الجنوب، وتضرب بعرض الحائط الفصل السابع، وتضع العالم أمام أمر واقع تفرض به شروطها، وأهمها الاعتراف بعودة دولة الجنوب دون ذلك مع الأسف ستستمر مأساة الشعب الجنوبي إلى ما لانهاية.
فهل هناك منقذٌ لهذا الشعب العظيم الذي صبر وداس على كل جراحه من أجل عودة دولته؟
بالمناسبة ولكي لا يزايد عليَّ أحدٌ فأنا عروبيٌّ وحدويٌّ ناصريٌّ ليبراليٌّ علمانيٌّ حقوقيٌّ حتى النخاع سموني ما شئتم لا يهمني طالما أني أدافع عن شعب تُنتهَك حقوقه، وتُسلَب ثرواته، وتُغتال كوادره، وتُقطَع عنه كل أنواع الخدمات بما فيها حقه بالعيش الكريم..