شطحات ترامب والخيبة العربية

2025-02-05 22:54

 

في أمريكا رئيس لا يتقيد بالعرف الدبلوماسي ولا الأعراف الدولية وحتى القوانين التي يحتكم لها العالم لا يعترف بها!.

في تصريحاته قال انه سيضم جرينلاند (الدنماركية) إلى الولايات المتحدة، وهدد بضم كندا واعلن رغبته في ان تصبح الولاية 51 لأمريكا وهدد بالسيطرة على قناة بنما بالقوة !! هكذا وكأن العالم كله ملك أبوه فريد ترامب وورثه من بعده.

قبل أيام اعلن تغيير إسم (خليج المكسيك) إلى خليج أمريكا في سابقة سياسية وجغرافية خطيرة.

شطحات ترامب قوبلت بالرفض الصارم من قبل حكومات تلك الدول وصرح زعماؤها بأن أوطانهم ليست للبيع!!

 

واستمرارا لكبريائه و فضاضته طلب من مصر والأردن استقبال سكان غزة لأنها لاتصلح للسكن!! هكذا بكل وقاحة ! وزادها بأن غزة ستكون تابعة لأمريكا وهي التي ستقوم بتعميرها وتجعل منها درة الشرق الأوسط!!، لكن لمن؟

طبعاً ليست لأهلها بل لقطعان المستوطنين.

 

هذا الصهيوني الجلف وجد من العرب خنوع ولم يرد عليه أحد (رسمياً) بما يستحق، وبدل من ذلك قطعوا له الوعود بانهم سيستثمرون آلاف المليارات في أمريكا!!

الخيبة العربية في هذا الزمن الردي اصبحت لا تطاق وبلغ السيل الزبى.

 

مطالبة ترامب بضم دول اعضاء في الأمم المتحدة وسطو على خليج او احتلال اراضي دول ذات سيادة سابقة جديدة في العرف الدبلوماسي والسياسي الدولي ومنطق استعماري بنكهة جديدة : (تصريح لوسائل الإعلام) وعندما يستفسر منه الصحفيين بإستغراب يرد بقوله : سيقبلون سيقبلون!! هكذا ببساطة.

 

خيبة العرب أنهم على الصامت أمام صهيوني متغول اذا قال سيفعل مالم يسمع ما يغيضه بصوت مرتفع.

حكام العرب الحاليين لا يجرأون على رفع الصوت في وجه أمريكا لأنهم ارتضوا بما فعلت أمريكا وأدواتها في اخوانهم في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغزة ولبنان. لذلك فإنهم اصبحوا كالأيتام على مائدة اللئام والجزاء من جنس العمل قيل في الأمثال (من رضي على أخاه المسلم بحلب شاة، ابتلاه الله بذبحها).

خيبة عربية أمام صلف صهيوني غير مسبوق في الإدارات الأمريكية السابقة وإن كانت كلها متصهينة إلا أنها تملك مسحة من الحياء ولا تصرح بما تضمر كما يفعل ترامب.

سكان غزة فلسطينيون ولن يتركوا أرضهم ولن يقبلوا بالتهجير، سيموتون على تراب غزة، لم يستطع النتن ياهو ترحيلهم بحرب  سنة وسته اشهر واكثر من 40 الف شهيد و120 الف جريح ودمار ليس له مثيل سوا دمار هيروشيما.

سيقولون لترامب هيهات منا الذلة وهيهات منا الترحيل والتوطين في غير غزة.

 

عبدالله سعيد القروة

5 فبراير 2025