سنة 1822 ظهر ما يسمى (مبدأ مونرو)

2025-01-31 08:34

 

ويعني أن لأمريكا حق التدخل في الأمريكتين لمنع أوروبا من تكوين مستعمرات فيها ومساعدة شعوبها على التخلص من الاحتلال الأوروبي (فرنسا – بريطانيا – أسبانيا – البرتغال)

 

هذا شئ جيد أخلاقيا

 

لكن مع الوقت تحول مبدأ مونرو – نسبة للرئيس الأمريكي وقتها جيمس مونرو – إلى سبب لاحتلال أمريكا شعوب الأمريكتين والتدخل في شئونهم..ولا زال هذا الوضع ساريا إلى الآن.

 

كل حروب وتدخلات أمريكا في الأمريكتين طوال 200 عام كانت لولاء واشنطن وحكامها لهذا المبدأ، حتى كان يتم تخصيص جزء من ميزانية الدولة لضمان التدخل..وأشهر حروب وتدخلات أمريكا وفقا لمبدأ مونرو هو حصار كوبا وحاليا فنزويلا.

 

لكن مع الوقت تحول هذا المبدأ لخارج الأمريكتين ليطال (كل العالم)

 

فتدخلت أمريكا في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط بنفوذها السياسي والعسكري والمالي، وفي الشرق الأوسط تحديدا مزجوا بين أسبابهم في مبدأ مونرو وبين هاجس "معاداة السامية" بعد انتشار اللوبي الصهيوني "إيباك" وتأثيره على أغنياء وحكام الولايات.

 

إدارة ترامب الحالية (غير موالية) لهذا المبدأ ، هي تمشي بنظام (أمريكا أولا) لكن بعد هجومه على كندا وبنما والدانمارك  ومطالباته المتكررة باحتلال أراضي هذه الدول تحول مبدأ مونرو من طابعه الدفاعي الأصيل، لطابع آخر هجومي على يد ترامب.

 

طبعا أوروبا وبريطانيا بالذات لن يسمحوا باحتلال هذه الدول.

 

فرنسا وغيرها عرضوا إرسال قوات فرنسية إلى جرينلاند التابعة للدانمارك، وبريطانيا ترى أن كندا جزءا من التاج البريطاني يمثل التعدي عليها عدوان صريح على بريطانيا..

 

أشير إلى أنه في عز الحرب الأهلية الأمريكية كان زعماء أمريكا ملتزمين بمبدأ "مونرو"، لكن ضعفهم العسكري- في ظل حربهم الأهلية- لم يمنع احتلال فرنسا للمكسيك سنة 1861، لكن ظلوا على العهد برفض هذا الاحتلال، كذلك احتلال بريطانيا لهندوراس عام 1862، لكن ما إن استفاقت أمريكا حتى منعت احتلال بريطانيا لفنزويلا في أواخر القرن..

 

نتج عن هذا المبدأ سياسة جديدة لأمريكا اسمها.."الأخ الأكبر"..وقادها وزير خارجية أمريكا.."جيمس بلين" عام 1880 بعدها تم اعتبار دول أمريكا اللاتينية أشقاء مع الولايات المتحدة.

 

مع مبدأ مونرو وسياسة الأخ الأكبر استطاعت الولايات المتحدة التواصل مع كندا، ونادى الكنديون لأول مرة الأمريكان بالدفاع عنهم وحمايتهم..

 

لكن هذا شئ واحتلال كندا واعتبارها الولاية 51 شئ آخر

 

ويبدو أن الغطرسة الأمريكية وثقافة الكاوبوي التي تعاني منها إدارة ترامب حاليا ستؤدي لفقدان أهم حليف لأمريكا وهو "أوروبا" وكما شرحت لحضراتكم فلسفيا واجتماعيا الفترة الماضية أن أمريكا بدون أوروبا هي دولة موز، وكافة مظاهر الحضارة الأمريكية التي ترونها للأوروبيين الفضل الأكبر فيها، وفقدان أمريكا لأوروبا يكشفها ويعريها بشكل صادم..