ذكريات علي البيض تثير الغضب

أثار ما نشر على أنه حديث ذكريات الأستاذ علي سالم البيض ردود أفعال غاضبة كثيرة نظرا لما ورد فيه من معلومات صادمة بخصوص عدد من الأحداث وقضايا الصراع السياسي الدموي ورموزه في الجنوب ..

ما لاحظته أن معظم الردود الغاضبة كانت حول حديثه عن الرئيس سالمين وعملية اغتياله ، ولم يغضب أحد من حديثه عن الرئيس عبدالفتاح إسماعيل والرئيس علي ناصر رغم أنه تناولهما بصورة سلبية لا تقل عن حديثه عن الرئيس سالمين !!! 

بالنسبة لي فإن ما ورد في حديث ذكريات البيض هو شأن يخصه ويخص البقية ممن عاصروا تلك الصراعات والشخصيات القيادية لها ، فهم المعنيون بالرد والتوضيح والتأكيد أو النفي وإيراد شهاداتهم باعتبار أن البيض يتحدث من وجهة نظره التي قد تكون معبرة عن الحقيقة أو لا تكون كذلك ، ولكن الشيء الملفت هو ذلك الإقبال المتهافت من بعض القنوات والأشخاص ـ البعيدين عن مسرح تلك الأحداث ـ لاستغلال حديث البيض في استراتيجية تحوير الوعي الجنوبي ، وسن شفرة ديمومة التمزيق والتشظي في الصف الجنوبي ...

أريد أن أقول بأن كثيرا من ذلك الغضب من حديث البيض وكثيرا من ذلك التهافت عليه لم يكن غيرة أو ترويجا مجانيا للحديث بل أنه كان من باب إدامة تهييج العاطفة الجنوبية ضد نفسها ، وإشغال الجنوبي بأخيه الجنوبي ، وتشكيل الوعي السياسي للشارع الجنوبي وفقا للمثل الشعبي ( ما يقبصك إلا قمل ثوبك ) .