الحوثي ليس سلطة انقلابية.. بل قضية اجتماعية وجهوية

2025-01-26 22:01

 

الحوثي ليس سلطة انقلابية فقط ويمكن معالجتها من البعد العسكري  دون غيره..

ولو كان الأمر كذلك لما استطاعت مجاميع الحوثي في صعدة وبني حشيش التغلب على جيش الجمهورية اليمنية والسيطرة على اكثر من 300 الف كيلومتر مربع في عدة ايام دون خسائر حربية تذكر..

1) الحوثي قضية ذات ابعاد اجتماعية وجهوية في الأساس كانت هي العامل الحاسم في هذا المتغير السياسي والعسكري الذي حصل في بداية عام 2015 ضد مشروع الاقلمة الهادف الي انهاء مركزية الدولة وتوزيعها على اقاليم اخرى دون اقليم الهضبة ازال.

2) لهذا السبب لن تنجز الحلول العسكرية فقط جذور القضايا البنيوية في اليمن، والنظر للحوثي كمجرد ذراع إيراني فقط هو تقييم خارجي غير دقيق وسوف يبنى عليه معالجات غير مكتملة لهذا الملف.

3) ان اكثر اسباب التأخر والفشل في تجارب حركات التحرر الوطني لدى معظم دولنا العربية  منذ 70 عاما تقريبا امرين اثنين  هما :

# القفز على الواقع الاجتماعي وعدم دراسته بعمق وفهمه وخلق من ذلك الفهم برامج واقعية للتغيير بل ذهبت وتذهب نخب التغيير لتبني اطروحات سياسية جاهزة تخدم الخارج  في سياق الصراع الدولي اكثر مما تخدم الداخل  .

# والامر الاخر هو تجاهل نخب التغيير للبعد الاقتصادي واعتبار الاقتصادي مجرد ملحق للسياسي بينما الحكمة تقول ان السياسة هي بالأساس اقتصاد مكثف  لذلك تغرق الدول المستقلة في خواء الصراعات السياسية حد الغلو  ولا يتحقق اي تقدم تنموي وازن يستطيع أن يوفر عوامل الاستقرار للدولة وتنتفي بذلك اسباب كثيرة من أسباب دوامات الصراع السياسي العقيم.

4) الخلاصة : التقييم العام في النقطة اعلاه ينطبق على موضوع الانقلاب الحوثي، وينطبق كذلك بشكل كبير على تجربة بناء الدولة في الجنوب العربي في ١٩٦٧ وسبب تسربها من بين ايدي أبنائها والذهاب لمشروع سياسي اخر اثبتت الايام انه مشروعا خاسرا بكل المقاييس.

 

#م_مسعود_احمد_زين