شعب الجنوب يكسر الجمود وينتفض ضد حكومة الشراكة والفساد

2025-01-14 16:37
شعب الجنوب يكسر الجمود وينتفض ضد حكومة الشراكة والفساد
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

يا أبناء الجنوب، لم يعد هناك متسع للصبر، ولم يعد الصمت خياراً في وجه واقع مؤلم يتفاقم كل يوم. الجنوب اليوم يقف على حافة الانفجار نتيجة فساد حكومة مغيبة عن الواقع وفشلها الذريع في أداء مهامها، إما أن يتم تصحيح الوضع أو لا أحد يريدهم. هذه الحكومة، التي ولدت من مخلفات نظام الإحتلال اليمني، جاءت لتكون حلاً ضمن حسابات خارجية وتم فرضها على الشعب، لعل وعسى أن تحرر أرضها لكنها تحولت إلى عبء يثقل كاهل الوطن والمواطن، وإستمرت بسياسة خبيثة ضد شعب الجنوب الذي أحتضنها على أمل أن تقوم بواجباتها.

 

لقد تفاقمت معاناة شعب الجنوب مع كل يوم يمر تحت قيادة حكومة المصالح الحزبية التي فشلت في تحقيق أبسط مقومات الحياة:

 

خدمات منعدمة، الكهرباء تُقطع لأكثر من 12 ساعة يومياً، المياه شحيحة، والخدمات الصحية والتعليمية منهارة. الموظفون والعاملون لا يتلقون رواتبهم بانتظام، فيما تنهار القدرة الشرائية أمام تدهور العملة المحلية. أموال الدعم الخارجي تُنهب، والمشاريع الورقية مجرد وعود زائفة.

هذا الواقع المؤلم لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة سنوات من الفساد والتآمر المتراكم، حيث أصبحت حكومة الشراكة نموذجاً للفشل والخذلان عن معالجة قضايا الشعب.

 

عندما تم تشكيل حكومة الشراكة، كان الهدف منها إنقاذ الوضع وتوحيد الجهود لمعالجة التحديات الإقتصادية التي تواجه الجنوب واليمن بشكل عام. لكن ما حدث كان العكس تماماً، أصبحت هذه الحكومة جزءاً من المشكلة، وهذه نتائج قبول بقايا ومخلفات الإحتلال اليمني.

 

لقد تحولت الحكومة إلى ساحة لتنفيذ أجنداتها السياسية، بدلاً من تحمل المسؤولية والعمل من أجل الشعب.

وبدلاً من محاربة الفساد، أصبحت الحكومة ممارس رئيسي فيه، حيث يتم إستغلال الموارد والمساعدات لمصالح شخصية وأجندات حزبية. فلم تستطع الحكومة التعامل مع أزمات الجنوب المتراكمة، بل ساهمت في تعميقها، وترك الشعب يواجه مصيره بمفرده.

محافظات الجنوب تغرق في الظلام، مع غياب أي حلول عملية من الحكومة. العائلات تعاني للحصول على الماء، فيما تتجاهل الحكومة هذه الأزمة الإنسانية. المستشفيات والمدارس تعاني من نقص في الموارد والكوادر تاركة الشعب بلا أمل في مستقبل أفضل.

هذه الأزمات ليست صدفة، بل نتيجة لسياسات تجهيل وحصار وعقاب جماعي متعمد تهدف إلى كسر إرادة الشعب الجنوبي وثنيه عن هدفه الرئيسي وهو استعادة الدولة.

 

لماذا يجب أن نكسر الصمت الآن؟

إن الصمت أمام هذا الواقع الكارثي يعني القبول بالظلم والفساد وإطالة أمد هذه الأزمات المفتعلة. لكن شعب الجنوب أثبت مراراً أنه لن يرضى بالخنوع ولن يخضع للظلم. كسر الصمت ليس خياراً بل واجباً وطنياً وحقوقياً وإنسانياً وأخلاقياً.

 

الفساد لن ينتهي إلا بموقف شعبي جنوبي حازم. الاحتجاجات السلمية هي بداية الطريق نحو مستقبل يبنيه شعبه.

 

حكومة الشراكة، التي يفترض أنها جاءت لتوحيد الجهود وإيجاد الحلول، أصبحت رمزاً للتآمر والتجويع. هذه الحكومة أثبتت أنها شراكة في المناصب والمصالح فقط، بينما الشعب يدفع الثمن من حريته ومعيشته ومستقبله.

 

أين ذهبت مليارات الدولارات من الدعم السعودي؟

لماذا لم تُحل أزمة الكهرباء والمياه حتى الآن؟

لماذا تُترك الرواتب تتأخر بينما المسؤولون يعيشون في بذخ خارج الوطن؟

لماذا العملة تنهار والفساد لازال عنوان حكومة المناصفة على أرض جنوبية؟

 

يجب مواجهة هذا الوضع المزري، تأتي احتجاجات الغد في العاصمة عدن وحضرموت كتعبير صادق عن رفض الشعب الجنوبي القاطع لهذا الواقع. نقابات العمال الجنوبية، التي تمثل صرخة ضد الظلم والطغيان، تقود هذه الاحتجاجات لإيصال رسائل واضحة للحكومة والمجتمع الدولي:

 

نحن نرفض أن نكون ضحايا لفسادكم وعجزكم.

نحن نرفض أن نكون رهينة لحسابات ومصالح خارجية بينما الشعب يعاني

نحن نطالب بحقوقنا الأساسية التي كفلتها كل الشرائع والقوانين.

نحن لن نصمت حتى تتحقق مطالبنا العادلة.

معاً نحو انتزاع الحقوق وبناء وطن يبنيه أبناء الجنوب.

يا أبناء الجنوب، الوطن يناديكم اليوم لتكونوا جزءاً من هذه الثورة الشعبية ضد الفساد والفشل. فلنجعل من احتجاجات الغد بداية لتحول حقيقي يعيد الحقوق لأصحابها، ويبني وطناً يسوده العدل والنزاهة، ولدينا كل المقومات اللازمة بإذن الله.

 

شعب الجنوب سينهض من جديد، وسينتصر على الظلم والطغيان كما فعل في الرابع عشر من إكتوبر. هذا ليس شعاراً بل حقيقة سنحققها بإرادة شعبنا الحر، شاء من شاء وأبى من أبى.

 

الجنوب ينتفض، والحق سينتصر، ولابد لدولة الجنوب أن تعود كاملة السيادة من المهرة الى باب المندب بإذن الله.