ماذا بعد إجتماع الرياض؟

2024-12-29 13:28

 

المنطقة تعيش حالة من الفوضى (الخلاقة) او الحلاقة! ومتغيرات متسارعة ترسم مستقبل مبهم بالنسبة لنا، لأنه يتعلق بسياسات الدول الكبرى ومصالحها.

ولأن العالم العربي يعيش حالة ضعف وتفكك لم يعرفها منذ نهاية حقبة الاستعمار تفرض علينا هذه الدول "شئنا أم أبينا" تنفيذ ما تريد وإن تعارض مع مصالحنا وسيادتنا الوطنية. 

واجتماع الرياض الأخير لا اعتقد انه يخرج عن هذه الدائرة وأنه جاء بناء على ما تقتضيه الظروف الطارئة في المنطقة. 

 

وهنا يبرز سؤال مهم وخطير تحدد إجابته مستقبل الجنوب العربي في هذه المعمعة وهو :

هل يستطيع المجلس الإنتقالي استعادة دولة الجنوب في هذه الظروف ؟؟

والإجابة : نعم يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي استعادة الدولة، ولكن يتطلب ذلك تحقيق عدة عوامل منها :

١ _ البدء في توحيد القيادة والرؤية بين مختلف الفصائل الجنوبية والسير في طريق واحد نحو الهدف المنشود.

٢ _ تحقيق توافق سياسي بين جميع المكونات الجنوبية على هدف واحد هو استعادة الجنوب وبناء الدولة، وكذلك العمل على إيجاد توافق سياسي ودبلوماسي مع المجتمع الدولي المناصر لحق شعب الجنوب في استعادة دولته. 

٣ _ بما أن الاقتصاد هو اللبنة الرئيسية في بناء الدولة على المجلس الإنتقالي البحث عن دعم خارجي من الاشقاء والاصدقاء في بناء اقتصاد جنوبي مستقر لا يعتمد على قوى الشمال. 

٤ _ توسيع وتأمين القاعدة الشعبية الداعمة لإستعادة الدولة، وهذا العامل هو أهم عامل للسير في تحقيق استعادة استقلال الجنوب وبناء دولته المنشودة. 

 

نعتقد أن هذه العوامل هي الأساس في تحقيق الاستقلال والسيادة للجنوب في ظروف غير عادية تشهدها المنطقة اليوم. 

 

قد يقول البعض أنه لا يمكن توافر كل هذه الشروط في وقت واحد! نقول يجب البدء في تحقيق ما يستطاع والاستمرار في ما لا يستطاع حتى يتحقق ان شاء الله، والمثل يقول السير في الألف ميل يبدأ بخطوة.. لكن من يتخلف او يتكاسل لن ينتظره القطار.

 

عبدالله سعيد القروة 

٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤