لـ "الجنوب العربي" عدة تسميات في مصادر التاريخ فقد ذكر الله في محكم كتابه الكريم ارض الجنوب العربي بالاحقاف وقوم هود وقوم عاد وثمود وارم ذات العماد.. وخلد الله تجارتهم في سورة قريش رحلة الشتاء لقوافل قريش إلى قناء ورحلة الصيف إلى الشام وحوض البحر الأبيض المتوسط وذكر الله قصة أحد ملوكها الصالحين الذي مكنه الله في الأرض لنشر العدل والخير فيها".
وذكرها النبي عليه افضل الصلاة والسلام في أحد الأحاديث الصحيحة بقوله لاتسبوا قوم تبع".
وذكرها المؤرخون بأرض بونت اي الأرض المقدسة التي تزرع فيها أشجار اللبان والمر والصمغ والورس وعود الصندل والبخور وهي منتجات تستخدمها الحضارات القديمة للعلاج وفي طقوسها الدينية ومعابدها واسماها الرحالة بالأرض السعيدة واسعة الرفاهية "FleixArabia" وهو المصطلح الذي يعتسفه الاشقاء في اليمن السياسي (باليمن السعيد)".
كما جاء ذكرها بالعربية الجنوبية وسواحل جنوب شبه الجزيرة العربية وظهرت على ثراه ممالك حضرموت الكبرى واوسان وقتبان والنبط وذو ريدان وحضرموت (تحالف القبائل العربية من قحطان وعدنان) ومملكة كندة في هينن (دمون) ثم توسعت إلى أبعد من الجنوب ثم ممالك ذو يزن الثلاث".
هذه الأرض كل من غزاها قويا يخرج منها وهو ضعيفا أو منهارا فقد غزاها الأحباش مرة واحدة وانتهوا في غزوة الفيل ولم تقم لهم قائمة وغزاها البرتغال ولم يتمكنوا من احتلالها وضعفوا ثم غزتها بريطانيا وهي إمبراطورية لاتغيب الشمس عنها وخرجت مذعورة ومتقوقعة داخل جزرها وحاولت المخابرات المصرية التدخل في شئونه بايحاء من اليمن الجمهورية فلقيت مصرعها عام 1967ودخلها الاتحاد السوفييتي وهو القوة العظمى رغم أنه دخلها بموجب معاهدات صداقة وليس غازيا وخرج منها وهو منهارا وانتهى".
وغزاها اليمنيون عام1994 وهم مثل (الذر) يأكلون سكر ورز ومساعدات من الشرق والغرب والعرب واصبحوا شذر مذر".
أن كل ذلك مرده إلى ما تتمتع به ارض الجنوب العربي من قداسة كمهبط لرسالات السماء القديمة ومنتجات مقدسة مباركة جعل الله له عند ربه كرامة وجعل لعنته تحل على كل من عاداه أو غزاه ويبدون, أن هذه اللعنة أصابت اليمن العربي والعرب عموما بل والعالم الذي ظل صامتا عن ما يتعرض له الجنوب العربي وشعبه من ظلم والمشهد الراهن دليل ساطع وواضح لمن يؤمن بالله.
الباحث / علي محمد السليماني