*- شبوة برس – السفير سامح عسكر
برغم أن ما صرحت به الخارجية الأمريكية بشأن مكافأة رأس الجولاني 10 مليون دولار مضحكا، لكن رمزيته في ما يلي:
الجولاني ظل آخر 4 سنوات منذ اتفاق خفض التصعيد بين روسيا وإيران وتركيا محميا بشكل كامل، والولايات المتحدة والغرب يعرفون مكانه، ويفهمون تحركاته، فلماذا لم يغتالوه؟
في الواقع الجولاني لا يشكل أي خطر على الغرب
هذه هي القاعدة التي تحرك الغرب في استهداف خصومهم، فلو كان الرجل يشكل خطرا عليهم لقتلوه أو دبروا محاولات داخلية في التنظيم لإزاحته، لكن بقاءه ووجوده طيلة السنوات الماضية يعني أنه كان محميا من الرعاة الأصليين باعترافه أمس، أن تمرده العسكري الأخير كان بدعم ورعاية دول غربية.
الجولاني (حيا وقائدا) بالنسبة للولايات المتحدة، أفضل من كونه (ميتا ومعزولا)
الرجل يخدم كل أهدافهم في سوريا حرفيا، حيث يوفر لهم سيطرة كاملة على حقول الطاقة السورية، ومن السهل تسبب أي ضغط بسيط عليه من الأكراد لقبول الأمر الواقع وعدم التشهير بأمريكا وسرقتها للمال السوري.
كذلك فالجولاني مستبدا في الداخل، ولا يقبل النقد، ويزج بناقديه وخصومه في السجون، وفي إدلب سجن مئات المعارضين من الإسلاميين لسياساته..
رجل بهذه الطبيعة لدى الأمريكان هو (لُقطة) يجري توظيفها واستثمارها في خلق بؤرة توتر سورية بين العرب، ولإضعاف أي جناح في التنظيمات الإسلامية المهيمنة والتي لديها قابلية للتحول إلى العلمانية في الحكم، ولإضعاف كذلك الجناج الليبرالي في الثوار الذي يسعى الآن ويتظاهر بأعداد محدودة لصالح مدنية سوريا.
بكل وضوح سوريا الديموقراطية ليست هدفا أمريكيا، لأن وصول سوريا للوضع الديموقراطي يعني تشكيله خطرا على إسرائيل، نظرا لرغبة الشعب السوري في تحرير أرضه من الصهاينة، ولكراهية السوريين في معظمهم لإسرائيل والقيم الغربية بدوافع قومية، إذن المطلوب أن يتسلط عليه نظام متخلف رجعي فوضوي أطول فترة ممكنة بهدف تقسيمه كمرحلة أولى، ثم وبعد ذلك لكل حادث حديث.