خلال عقدي الخمسينات والستينات شهدت المنطقة العربية موجة انقلابات عسكرية في بعض البلاد العربية ثم تم اعتبارها ثورات وكانت تلك الانقلابات والثورات معتمدة على ذاتها ولم تطلب تدخل أي دولة وفرضها على شعوبها وفي اليمن السياسي حدث الانقلاب العسكري في26 سبتمبر 1962واستدعوا مصر جمال عبد الناصر للتدخل لحمايتهم!؟ وخلال حرب ثماني سنوات ملكي/ جمهوري استنزفوا خلالها مصر والسعودية ولم يهزم أيا منهما الآخر..
المشهد يتكرر سلموا الشمال للحوثيين عام2015 واستدعوا التحالف العربي لمساعدتهم واعادتهم للحكم الذي سلموه طوعيا وتم دعمهم بمختلف أنواع الأسلحة وإسناد جوي على مدى تسع سنوات وتسربت تلك الأسلحة للحوثيين وعلى اعتاب السنة العاشرة يهاجمون التحالف الذي استدعوه ويحملونه المسئولية ويضغطون عليه بضرورة تحرير الشمال من الميليشيات الحوثية ويشرطون وبقوات جنوبية.. "هذا قده جنان ومرفالة" ويستغرب المتابع للأحداث ذلك الموقف من مايسمى الشرعية المدعومة من التحالف العربي والمجتمع الدولي المعترف بها ..
فبعد الدعم الهائل المقدم لها ليس من حق الشرعية أن تلوم أو تعاتب دول التحالف العربي التي لبت دعوتها ودعمتها بالاموال والعتاد على مدى تسع سنوات وعليها أن تلوم نفسها كما ليس من حقها التشرّط أن تحرر لها الشمال (القوات الجنوبية) فتلك القوات تقوم حاليا بحرب ضد القاعدة وبتوفير الأمن للجنوب وشعبه وحماية القضية الجنوبية التي وجودها يعود إلى حرب الشرعية على الجنوب. صيف 1994وعلى تلك الشرعية المخاتلة التي تتلحف بالفساد والغدر وتتظاهر بالعجز وتلقي اللوم على التحالف وعلى ماتسميهم الانفصاليين الجنوبيين فكل تلك (التنطعات) ليست غير ذرائع لاخفاء حقيقتها الماكرة ودورها الغامض في قواعد الاشتباك..
وفي كل الأحوال لايجب على القوات الجنوبية تجاوز خط الحدود الدولية للبلدين كما لايحق لاي قائد جنوبي أن يستغل ظروف الشباب الجنوبي المعيشية التي اوجدتها هذه الشرعية المخاتلة الزج بهم في أتون معركة خاسرة سيكون مصيرهم فيها نفس مصير القوات المصرية ودون نتيجة.
الباحث/ علي محمد السليماني