التغييرات الدراماتيكية في سوريا ماذا تعني للمنطقة وللجنوب؟

 ماحدث في سوريه من تطور دراماتيكي أدى إلى تسليم سوريه للمعارضة السورية المدعومة تركيا وامريكيا ومغادرة الرئيس السوري إلى موسكو امر ماكان ليحدث بتلك السهولة لولم يكن هناك توافق إقليمي ودولي سيما مع الدب الروسي وهذا التوافق مازالت اتجاهاته غير واضحة حتى اللحظة رغم الصفة الإرهابية (الداعشية سابقا) لبعض رموز  قوى تلك المعارضة التي امست سوريه بيدها حاليا.. ومن المؤكد أن الشعب السوري شعب مثقف ذو وعي سياسي وحضاري بثقافة فرنسية ويصعب جعل سوريه مثل أفغانستان والقوى الجديدة فيها مثل طالبان لاختلاف الثقافة والبعد الحضاري للبلدين ومن هنا كشخص متفائل بطبعه يرى ان هناك توجه دولي لترتيب وضع المنطقة بحلول تضمن السلام  فيها  وتحقق التوازن الجيوسياسي المختل من الشام إلى اليمن  ومن خلال نزع سلاح حزب الله  واندماجه في إطار النظام اللبناني العلماني. 

كما الحال سينطبق على حماس التي غاصت في غزة وزال خطرها وليس من بد من التوافق مع السلطة الفلسطينية وتسليم غزة لها بإدارة فلسطينية واحدة وانصهار حماس والجهاد في إطار السلطة الفلسطينية التي سيكون على عاتقها إعادة إعمار غزة وعودة النازحين واستكمال المفاوضات مع اسرائيل لقيام دولة فلسطينية بجوار دولة اسرائيل وهكذا ستتواصل الحلول من اليمن والجنوب العربي إلى الصومال ودولة صومال لاند التي كانت دولة مستقلة ودخلت في وحدة مع الصومال  وفشلت الوحدة بعد انهيار منظومة الدولة الصومالية وتحولها إلى ساحة حرب مفتوحة لعصابات الإرهاب والغلو  مما أدى بارض الصومالاند إلى إعادة اعلان دولتها التي حتى اللحظة لم يعترف بها أحد رغم ما تتمتع به من أمن واستقرار .. وهكذا الحال سينسحب على اليمن والجنوب.. 

أما إذا أخذنا بعين الاعتبار المخاوف المشروعة لدى دول  العرب وتحولت سوريا إلى ساحة صراعات وتطرف فإن ذلك سيعني أن المنطقة تقف على برميل بارود سيتدحرج   ليصل إلى كل أرجاء الوطن العربي  تباعا وستجد  دول العرب أن الشرق والغرب متوافق ومتفق على قواعد الاشتباك لارهاق الجميع ثم إعادة إدخالهم عبر بوابة الشرق الأوسط الجديد المتفق عليه  ..

وفي كل الأحوال الجنوب العربي جزء من المنطقة وعلى مفوضه المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون أكثر حذرا   وترقبا للتطورات التي ستحدد الايام القادمة اتجاهاتها ومساراتها وتحالفاتها التي يجب أن تكون دولة الجنوب المستقلة شرط الاستجابة في كل الظروف والاحوال للمشاركة في قواعد الاشتباك الجديدة .

 الباحث/علي محمد السليماني