أنماط الولاء السياسي القاتل لدى الإخوان

2024-11-28 22:39

 

من المعضلات التي تواجهنا في حياتنا اليوم، تلك التي تتعلق بالولاء السياسي، الذي يعمي العقول ويفقد الإنسان قدرته على التمييز بين الحق والباطل، فالولاء السياسي الأعمى يصبح مصدراً للتدمير النفسي والاجتماعي ويقودنا إلى شقاق وفُرقة لا تُعد ولا تُحصى، هذا الولاء الأعمى يظهر بشكل صارخ عند جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح اليمني، الذي يمثل نموذجاً مؤلماً للانغلاق الفكري وغياب الإنسانية.

 

أعضاء هذا التنظيم، الذين يحملون في طياتهم تاريخاً ملوثاً بالدماء والدموع، يعتبرون أن الخير كل الخير يكمن في تعزيز قوتهم السياسية وجذورهم القبلية في اليمن الشقيق على حساب دماء وحقوق أهل الجنوب العربي، يبدو وكأنهم يرون في الجنوب مجرد أرض غنية بالموارد والثروات التي يجب أن تكون ملكاً لهم مهما كان الثمن، ويكفي أن تساند هذا الحزب وتؤيد أطروحاته السياسية لكي تُعتبر جزءاً من “الصف الوطني” في نظرهم، حتى وإن كانت تصرفاتهم لا تعكس إلا الخيانة والطموح السياسي والطائفي المريض.

 

وفي الجهة الأخرى للأسف إذا كنت جنوبياً تسعى للحرية والكرامة فإنك تصبح هدفاً سهلاً للكراهية والازدراء من هؤلاء الذين لا يرون فيك إلا عقبة أمام مشاريعهم السياسية، لا يهم إن كنت تسعى لبناء وطن أفضل أو تعمل من أجل مستقبل يسوده السلام والعدالة، كل ما يهمهم هو الانتماء الجغرافي، فقد أصبحت الجنوب بالنسبة لهم مرادفاً للكراهية، ومجرد التفريق بين “اليمن” و”الجنوب” أصبح معياراً يحدد قيمتك الإنسانية.

 

لقد طغت المصالح الشخصية والحزبية لديهم على المبادئ الإنسانية السامية، ونسي أولئك أن الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، هي أرواح بشر يسعون لحياة أفضل ولكنهم يُحاربون لمجرد أنهم ينتمون إلى أرض الجنوب العربي.

 

وفي هذا السياق نحن بحاجة ماسة إلى أن نتجاوز هذه الأنماط القاتلة من الولاء السياسي الأعمى، وأن نعي أن الوطن لا يُبنى بالكراهية ولا بالانقسامات بل بالاصطفاف والاحترام المتبادل بين أبنائه، والعودة إلى أنفسنا وإلى قيمنا الأصيلة.

 

بقلم. بلعيد صالح محمد.