ظلت اليمن السياسي تعاني من فراغ انعدام وجود دولة بمؤسسات حكم ودستور وقانون.. ففي عهد الملكية كان المطالب بدستور وقانون يعتبر كافر.. وفي عهود الجمهورية كان المطالب ببناء دولة حديثة يعد ليس يمنيا وتسحب جنسيته أو يعتبر شيوعي ملحد.. وظلت الدولة العميقة التي تتحكم فيها الدولة الطائفية وقيادات العسكر وشيوخ القبائل منذ انقلاب 26سبتمبر 1962 هي المتسيدة المشهد في اليمن السياسي حتى عام1990 ووقعت دولة الجنوب العربي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) في شباك تلك الدولة العميقة باعرافها البالية وعلاقاتها المتشعبة مع الدولة العالمية العميقة التي وظفت تلك الدولة في اليمن السياسي للعمل ضد جوارها ومصالح شعبها وسقط رموز تلك الدولة الفاسدة في 2011 واتفقوا على رئيس جنوبي مؤقت لسنتين وسقط هو الآخر معتقلا عام2015 بايدي أنصار الله..
ومذ ذلك التاريخ ظل يردد بكثرة زعماء العصابات اليمنية _(شرعية المنفى_) مصطلح استعادة الدولة .. لكن أية دولة يريدون استعادتها؟ دولة مابعد حرب 1994ام دولة مابعد2012؟..ولماذا تلك العصابات ماتعمل على بناءً دولة حديثة مغايرة للدول الفاشلة السابقة ومؤسسات متماسكة تكون انموذجاجذابا للشعب اليمني وربما أيضا لشعب الجنوب العربي!؟..والجواب الأقرب للواقع هو المثل العربي إذا اردت اللبن انظر في وجه اللصوص.. فاللصوص لايبنون دولة وانما يهدمون الدول ويفقرون شعوبهم ويرهقون تلك الشعوب التي ابتلت بحكمهم بالحروب والصراعات ليطيلوا من عمر دويلة تلك العصابات التي من خلالها يكدسون الاموال ويتقاسمونها كالصوص ولكل لص حسب قوته وليس حسب حاجته وهذه الحالة تنطبق كليا على من يتسيدون المشهد اليوم في اليمن السياسي ويعبثون بالجنوب العربي مستغلين المناخ الدوليالسائد حاليا..
من هنا تظهر بوضوح مصلحة الشعبين في اليمن العربي وفي الجنوب العربي وتتجسد في ضرورة العودة إلى ماقبل عام 1990 بجوار حسن فالعل في عودة الدولتين عقول راشدة تعود للصواب وتغليب مصلحة البلدين والشعبين عوضا عن هذا الخراب الكبير.
الباحث/علي محمد السليماني