خبير أمريكي: الحوثيين أصبحوا مخيفين

2024-11-17 21:31

 

‏السعودية تتأهب للعودة ثانية للرمال المتحركة ومستنقع الحرب في اليمن ، وتفتح أراضيها لإستقبال التحشيدات العسكرية الإمريكية،  بعد وصول طائرات إف 16  وحاملات جند عملاقة إليها ،  من إيطاليا وقاعد “مونيبيه”  في جيبوتي ،في خطوة وصفت بأنها إعداد لمسرح عملية عسكرية مرتقبة في اليمن ، تكون طليعة حركة الجيوش الحديدة ، المنطقة المركزية للحوثي في عمليات تهديده للملاحة الدولية. 

الجماعة أصبحت تدرك أكثر من أي وقت مضى، إن الحرب قادمة لامحالة، لذا  هي الأُخرى تحشد قوات إضافية بإتجاه المنطقة الساحلية ،توسع نطاق حفر الخنادق ، تنشر حقول الألغام تستدعي القوات وتهجر المدنيين من مناطق عدة، محيلة المحافظة لمنطقة عسكرية مغلقة. 

على صعيد السياسة تتناغم التصريحات القادمة من العواصم الأوربية ،  وتعيد توصيف الحوثي كخطر جدي ، وآخرها الموقف الألماني وسبقه الفرنسي وكذا الإسرائيلي ،  بلغة تتماهى مع مايمكن أن يكون توجهاً عاماً، ذات طابع عسكري ستقوده الولايات المتحدة بادارتها الجمهورية الأكثر تحفزاً لتغيير وإعادة رسم خارطة المصالح في المنطقة. 

الحوثي في خطوة دفاعية  يلعب بورقة سبق وإن مارسها طوال سنوات الحرب،  وأعاد التذكير بها وهي إعتبار كل أراضي السعودية مسرحاً لردود فعله ،واستهداف مناطق الثروات فيها والمطارات والموانئ،  وكذا ضرب التواجد العسكري في الإمارات ، كأولوية للإضرار بالمصالح الغربية ،والضغط لتعطيل قرار الحرب من موقع التأثير على أسواق إقتصاد الطاقة. 

خارج لغة المكايدات يبقى الحوثي قوة عسكرية، أستثمرت فيها إيران طويلاً ، قوة بإعتراف كبير مشتريات الأسلحة في البنتاجون “بيل لابلانت”، “تمتلك صواريخ بعيدة المدى ذات تأثير مدمر ،تستطيع فرض الحصار على الممرات المائية”، ملخصاً مخاوفه بجملة “إن الحوثيين أصبحوا مخيفين”. 

كل المؤشرات تتجه صوب اليقين من إن بقاء هذا الخطر في محيط المصالح الدولية، لم يعد بمقدور أحد تحمله والسكوت عليه، وأصبح التعاطي معه بمقاربة إكثر جذرية ، قضية ملحة غير قابلة للإرجاء. 

إزدحام هذه الإشارات بما فيها الضمانات الأمريكية للدفاع عن السعودية، ومحاولة تجميعها لتكوين صورة القادم في اليمن ، تكشف حقيقة غير محددة الزمان وغير معروفة متى، ولكنها في إطارها العام تقود إلى الإستنتاج  بأن عملية عسكرية تتحضر،  وتنقل معها الصراع إلى مرحلة جديدة ، وبموجب نتائج المواجهة المرتقبة يُبنى على الشيء مقتضاه ، أما إبعاد الحوثي كلياً، أو إضعافه وجره كجماعة حرب محلية منزوع القوة لطاولة التفاوض.