يوم في نفعاء واخر في بدبد.. انطباعات زائر

2024-11-02 13:49

 

  اسم سلطنة عمان الشقيقة يستحضر في ذهني اسم  سلطنات الجنوب العربي التي دمرها الشيوعيين اليمنيين  نهاية عام1967 ومنها سلطنة الواحدي وعاصمتها ميفعة التاريخ والعظمة  تلك السلطنة الأقدم في سلطنات الجنوب العربي  والتي انتمي الى جغرافيتها وفي زيارة قصيرة لمسقط عاصمة سلطنة عمان الشقيقة   أورد بعض انطباعاتي بإيجاز عن ولاية نخل التي تتشابه كثيرا مع  مسقط رأسي   المطهاف من حيث العيون والافلاج والنخيل  مع فارق التقدم في ولاية النخل  العمانية واتساعها وجمال بيوتها العصرية  وكثرة مزارع نخيلها وعيونها وافلاجها ومنها (الثوارة ..) في يوم جمعة مباركة  بدعوة كريمة من سعادة الرجل المثقف الوقور المستشار سيف بن حامد السيابي  وهو ديبلوماسي سابق خدم  في عدة سفارات لبلاده في الخارج  وآخرها قنصل في  عدن ولكن لم يحالفه الحظ حيث اندلعت حرب اليمن على الجنوب عام2015   ولم يداوم في عدن   بل داوم في الرياض  مثل كل البعثات الديبلوماسية التي نقلت مزاولة أعمالها إلى الرياض واستقبلنا في منزله الفخم بنفعاء .. وبعد تناول القهوة على الطريقة العمانية وتجاذب أطراف الحديث انتقلنا إلى جامع بدبد لأداء صلاة الجمعة وعدنا إلى نفعاء حيث تناول الحاضرون طعام الغداء والقهوة العمانية  ونفعاء تنتشر فيها مياه العيون   ومليئة بأشجار النخيل   التي كانت محملة بالتمور المختلفة الأصناف والجيدة  (كانت فترة الموسم ) وهي مناظر متشبعة بها عيوني وراسخة في ذهني  منذ الطفولة في مواسم الخريف  بالمطهاف وحورة العليا.. مكثنا إلى قرب صلاة العصر وعدنا إلى مسقط التي تبعد عنها مسافة 70كيلو متر تقريبا مودعين  من قبل سعادة المستشار و احد القريبين له الاستاذ محفوظ محمد ناصر السيابي.. وتعد هذه القبيلة  (السيابي) كبرى قبائل الشمال في سلطنة عمان ..

 وفي الجمعة الثانية كان لنا شرف  زيارة الداعية والمصلح الاجتماعي الواعظ  الشيخ جابر بن حمدان السيابي في بدبد  التي يوجد فيها نخيل كثير وفلج جاري  وتقول الروايات أن  تلك المنطقة تعرضت لجائحة كبرى أهلكت البشر وجرفت النخيل والأشجار وعاد من كتبت له الحياة إلى تلك المنطقة ولم يتعرفوا على ملكياتهم فتم اعتبارها وقف..  وفي بدبد قلعة  تاريخية كبيرة تعود طريقة البناء الهندسي  لها إلى العهد  الايوبي منصوب على بوابتها الخارجية مجسم مدفع كبير عليه تاريخ 1543م ..وفي سلطنة عمان الكثير من تلك القلاع التاريخية التي تحكي بطولات شعب عمان عبر مختلف مراحل التاريخ منذ ماقبل الإسلام ومابعده مرورا  بعهد جلالة السلطان  قابوس بن سعيد رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته.. والى عهد  جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله  وادام على سلطنة عمان الأمن والسكينة والاستقرار..وادينا صلاة الجمعة في جامع بدبد  ثم انتقلنا إلى منزل الشيخ جابر بن  حمدان السيابي   لشرب القهوة العمانية وتناول طعام الغداء  وقام بعده بالدعاء الابن  عامر بن محمد السيابي للمضيف.

 

الباحث/علي محمد السليماني