الذكرى الـ(42) لتأسيس جيش الجنوب جلد و مثابرة وعزم وتصميم شعب عظيم على المضي في مسار ثورته حتى التحرير والإستقلال ناجزا تاما , وهي في ذات الوقت تجسيد واقعي يؤكد نضوج المنطلقات وتفاعل عناصها في ظل تحدي حقيقي يفترض بدء إعادة صياغة الإقتدار والإحتراف الوطني الذي يدفع عن حياض الوطن فيحمي ثراه من غدر كل معتدي وغاصب ويذوذ عن سيادته المطلقة في عزة وشموخ , ولائه المطلق لله ثم للوطن لا للسلطة والفرد والحزب , يقدس ثورة الشعب وشرعية مؤسساتها الضامنة ممارسة الديمقراطية وحماية الحقوق والحريات يدافع عن استقلال البلاد وينأى بنفسه عن الخوض في الولاءات والصراعات السياسية والمناطقية والحزبية الضيقة .
إن الذكرى منهج ثوري شعبي مستقل يؤكد طبيعة العلاقة التي توجب استيعاب المهام وتكفل الإنسجام , إن الذكرى تعني الإلتفاف و تبني أسس التلاحم القيادي الذي تقتضيه ظروف المرحلة , إن الذكرى تتجاوز النواح على أطلال الحدث وتتعدى التذكير بوقفة إعلان الحقوق في مواجهة الكيد والصلف , إنها ترجمة حقيقية وواقعية للأهداف , فهي تستبدل الهزيمة نصرا والإنكسار فخرا , فتجعل الواقع بلسما للجراح , إنها ذكرى مستوى التحديات التي فرزتها المخاطر التي توجب تعزيز الإرادة الشعبية ميدانيا وتحشيدها وإشراك طاقاتها الوطنية الشابة في الفعل الثوري والقرار المؤسسي بصورة تعبر عن تبادل الثقة والإستقلالية , إنطلاقا من المبادئ والقيم التي تتجذر يوميا في الوجدان قولا وعملا وإيمانا مطلقا بعدالة القضية بعد استيعاب جوهر صراعها , وأختم القول موجزا : إن للذكرى معاني نبيلة وأهداف كبيرة لاتحصرها حروف وكلمات قلمي ولاتقيدها مشاعر فرحي وألمي ..!
أبو يوسف
1 سبتمبر 2013م