الحضور والإدماج أمران حيويان للتمثيل في الأمم المتحدة: عيدروس الزبيدي يتحدث في مجلس الأمن الدولي
حضر نائب الرئيس المشارك للمجلس القيادي الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) عيدروس الزبيدي، افتتاح الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كان تمثيل الجنوب اليمني في هذا المحفل الدولي خطوة هامة للتأكيد على أهمية القضية الجنوبية في إطار الجهود الدولية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن.
حضور الزبيدي للمرة الثانية كعضو في الوفد اليمني الرسمي يسلط الضوء على توجه المجتمع الدولي نحو إعطاء القضية الجنوبية اهتماماً أكبر، مما يعكس دورًا حيويًا لتمثيل الجنوب اليمني والمطالبة بحقوقه على الساحة العالمية. هذا الحضور لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل يعبر عن رغبة صريحة في تسليط الضوء على المظالم التي يعاني منها سكان المحافظات الجنوبية ووضعها في قلب المناقشات الدبلوماسية في نيويورك.
تحديات الاندماج الدولي والتمثيل الجنوبي
منذ العام الماضي، كانت هناك تحديات كبيرة واجهت ضم الزبيدي للوفد اليمني الرسمي، حيث أثارت المفاوضات بشأن مشاركته توترات داخلية في المجلس التشريعي اليمني والتحالف، وصولاً إلى تهديدات من الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء. مع ذلك، كانت مشاركة الزبيدي هذا العام دليلاً على اعتراف المجتمع الدولي بالدور الأساسي للجنوب في تحقيق الاستقرار الدائم في اليمن.
إن الجهود المبذولة لرفع قضية الجنوب على المستوى الدولي تسهم في نقل الصراع من مجرد نزاع داخلي إلى ساحة نقاش أوسع، حيث يمكن للقوى الدولية أن تلعب دورًا في إيجاد حل شامل. وقد أظهر المجتمع الدولي خلال السنوات العشر الماضية تردده في التعامل مع قضية الجنوب كعنصر أساسي في الصراع اليمني، رغم الاعتراف الضمني بأن أي حل دائم للصراع لا يمكن أن يتم دون معالجة مطالب الجنوبيين.
الدور المتنامي للمجلس الانتقالي الجنوبي
في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي، أكد عيدروس الزبيدي أن الجنوبيين لم يعد بمقدورهم تحمل الوضع الراهن، محذرًا من أن استمرار تجاهل قضيتهم يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التوترات والتصعيد. وقال الزبيدي: "إن حل قضية شعب الجنوب يأتي بشكل طبيعي" لكنه أشار إلى أن ذلك يتطلب "قيادة ومشاركة فعالة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية لإيجاد نهج شامل وزخم كافٍ لتحقيق السلام".
وأعرب الزبيدي عن استعداده للعمل مع القوات الشمالية لمحاربة العدو المشترك، الحوثيين، لكنه شدد على ضرورة الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم والمشاركة الكاملة في العملية السياسية. كما أعرب عن استعداده لتوسيع نطاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في جنوب اليمن.
المشهد السياسي في اليمن وتحديات الاستقرار
على الرغم من التقدم في بعض المجالات، لا يزال اليمن يعاني من صراعات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة. ويواجه الجنوب بشكل خاص تحديات كبيرة، حيث أدى التدهور الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى تفاقم الأوضاع في المحافظات المحررة. وفي هذا السياق، أشار الزبيدي إلى أن عدم الاستقرار في الجنوب يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية، في ظل استمرار الحوثيين في شن هجماتهم على البنية التحتية الحيوية وشن العمليات العسكرية على مناطق مثل لحج ويافع.
كما أضاف الزبيدي في خطابه أن "الوضع الراهن لم يعد مقبولاً، ونحن بحاجة إلى دعم دولي حقيقي من أجل تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة". وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمكنه الجلوس مكتوف الأيدي لمدة عام آخر في ظل التحديات المستمرة على الصعيدين الداخلي والدولي.
الجهود الدولية لتحقيق السلام في الجنوب
في خضم هذه التحديات، دعا الزبيدي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم الجنوب في مواجهته مع الحوثيين وتنظيم القاعدة، الذين يشكلون تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة. وطالب بضرورة تنفيذ الإدارة الذاتية في المحافظات الجنوبية إذا استمر تعثر الحلول السياسية على المستوى الوطني.
الآمال المرجوة من الدورة التاسعة والسبعين للأمم المتحدة
رغم عدم وضوح الرؤية بشكل كامل حول الخطوات القادمة، إلا أن حضور الزبيدي في نيويورك يعكس تصميم المجلس الانتقالي الجنوبي على إبراز قضيتهم على الساحة الدولية والدفع نحو حل شامل يضمن حقوقهم. إن الاجتماعات التي يعقدها الزبيدي مع المسؤولين الدوليين تمثل خطوة هامة نحو تعزيز التفاهم الدولي حول أهمية قضية الجنوب كجزء من أي حل مستقبلي للصراع اليمني.
إن الجنوبيين يتطلعون إلى أن تسهم الجمعية العامة للأمم المتحدة في دعم تطلعاتهم نحو الاستقلال وتحقيق العدالة الاقتصادية والسياسية. وختامًا، شدد الزبيدي على أن "الإدماج في العملية السياسية الدولية أمر حيوي لمستقبل الجنوب واليمن بشكل عام، وأن الجنوبيين لن يقبلوا بأقل من تمثيل عادل ومستحق".