المشهد السِّياسي العام يُعاني ضبابية وغياب لِلإرادة والحَسم في أُمور كثيرة قاد إِليهَا فشل وغِياب إِدارة صُنع القرَار السِّياسي والاقتصادي الفاعل لَدى مجلس القيادة الرِّئاسي والحكومة وتحوَّل عملهما إِلى ما يُشبِه عمل جمعية لِترتِيب شئُون الأقارب والمحاسيب، وأَكاد أَجزِم أنَّ التَّبريرات جاهِزة لدى الجمِيع دُون اِستثناء للتَّنصُّل مِن الفشل سواءًا في مجلس الرِئاسة أو لدى الحكومة وضعف أَدائِهما طيلة الفترة الماضية.
ممَّا لا شكَّ فِيه أنَّ حالة الاِرتباك العمِيق لدى الجمِيع، والعَجز عن تقديم وصفَة سياسيَّة واقتصاديَّة لِلخروج مِن حالة الاِنهيارات الاِجتماعيَّة التي تَعُد جوهر مُتطلَّبات أيِّ إِصلاحات حُكوميَّة أَصبَحت غير مُمكِنة، ولن تتِم فِي ظِلِّ غياب الشفافيَّة وتحمُّل المسؤوليَّة والمحاسبة وكشف مكامِن القُصور لدى الوزارات وإدارات المحافظات وبالطَّبع مجلِس القيادة الرِّئاسي، الذي أَصبَح جُزءًا مِن لُعبَة المصالح المتبادلة والفساد بين القُوى الفاعلة فِي المشْهد السِّياسي.