لا تنسوا بأن تركة نظام عفاش خلال سنوات احتلاله لأرضنا الجنوبية كانت تركة ثقيلة وجسيمة، فقد دمر وخرب ونهب دولة الجنوب وتركها خاوية على عروشها، وعليكم أن تكونوا على بينة بأننا سنحتاج إلى سنوات لكي نطهرها من رجس أفعالهم القذرة، وسوف تواجهنا صعوبات ومشاكل لا حصر لها، ومن أهمها تركة خلايا العصابات الإرهابية، وتركة السلوكيات والعادات المتخلفة، وتركة عيوب البسط والاستحواذ على أراضي وعقارات الدولة، التي عاث فيها نهبا وفسادا، واقدم على تغيير مخططاتها مرات عدة لكي يتمكن من تقاسمها وتوزيعها بين زعماء القبائل ورموز نظام حكمه السياسية والعسكرية والدينة.
فعاصمة الجنوب عدن الحبيبة ايها الأحرار، مكبلة بقيود هائلة من الأزمات التي ما زالت أجهزة الحكومة العميقة لبقايا نظام عفاش، تدير وتحرك خيوط مؤامراتها الإجرامية، سواء كان ذلك بواسطة خلايا جواسيسها من الداخل أو عبر وسائلها وإدواتها السرية والخفية من الخارج.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي في محاولاته المستميتة سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا لإمكانية تجاوزها واحكام السيطرة عليها، إلا أن تلك الجهود ما زالت في مهدها، فكلما استطاع ان يكتشف بعض الصعوبات ويعمل على حلها ومعالجتها، كلما ظهرت له صعوبات ومشاكل جديدة أكثر خطورة وتعقيد، تجعل المجلس الانتقالي في حالة حرب مستمرة لمواجهة تلك المخلفات المتراكمة من تركة ذلك النظام اليمني البغيض.
لذلك: ليس لأبناء شعبنا الجنوبي وقيادة مجلسه الانتقالي من خيار سوى خيار المواجهة والتحدي بعزيمة وثبات، والتحلي بالصبر واليقين ليتمكن من بلوغ واستكمال أهداف قضيته السياسية العادلة، وهذا الخيار هو السبيل الاقوى والاجدار من تحقيق النصر المبين.
وعلى الله فليتوكل المتوكلون.