خياران أمام الرئيس العليمي ومجلسه الرئاسي

2024-06-29 17:33
خياران أمام الرئيس العليمي ومجلسه الرئاسي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - د عيدروس نصر النقيب

 مضى أكثر من عامين وشهرين على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني في ٧ إبريل ٢٠٢٢م برئاسة د. رشاد العليمي، وزير الداخلية السابق ورئيس اللجنة الأمنية السابقة، حتى العام ٢٠١٢م، وحينذاك، (اي بعد تشكيل المجلس) انفرجت الأسارير وتصاعدت الآمال المتصلة بحل مشكلة حضور الدولة وتفعيل المؤسسات وتوفير ما حصلت عليه عدن قبل مائة عام من الخدمات وأوليات متطلبات الحياة المدنية العادية، ثمّ حسم قضايا إعادة الإعمار، وحسم المعركة مع الطرف الآخر من ثنائية الشرعية والانقلاب.

طبعا وكما يعلم الجميع لم يتحقق شيءٌ من تلك الآمال البسيطة بساطة الحياة نفسها، بل زادت الأمور سوءًا وتدهوراً، واستفحلت حالات الفساد والانفلات، واتسعت دائرة الجريمة بكلل أنواعها بدءَ بجرائم السلب والنهب والسطو، وانتهاءً بجرائم القتل والاعتداء والاغتصاب والاختطاف وتجارة الممنوعات وعلى رأسها تجارة القات والمخدرات، التي تنتشر في عدن والكثير من مناطق ومديريات الجنوب أكثر من انتشار الأدوية والأطعمة.

وكلما تحقق هو استبدال الرئيس الجنوبي الذي انتُخِب انتخاباً لحكم الشمال، برئيس شمالي عُيِّن تعييناً لحكم الجنوب، يشاطره السلطة سبعة نواب، 

وللتذكير فإن العديد من التعهدات التي قدمتها حكومة معين عبد الملك (سيئة السمعة)، في ضوء مخرجات مشاورات الرياض ، التي أنجبت المجلس الرئاسي تعهدان:

 الأول يتعلق بحل مشكلة الصراع مع الانقلابيين من خلال الجلوس على طاولة مفاوضات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف استعادة الدولة وعاصمتها صنعاء.

الثاني ويتعلق بالتعافي والاستقرار الاقتصادي وحوكمة الموارد المالية للدولة، وإدارة الموارد الطبيعية للبلاد، والبدء بإعادة إعمار الجنوب وتوفير المتطلبات المرتبطة بحضور الدولة، وعلى رأس تلك المتطلبات تسليم مرتبات الموظفين والمتقاعدين وخدمات الماء والكهرباء والوقود التي نص عليها اتفاق الرياض.

قلت أن شيئاً لم يتحقق من هذا بل إن الرئيس وبعض أعضاء مجلس الرئاسة لم يستطيعوا حشد ألف مقاتل أو حتى مائة  مقاتل لتحرير قراهم وبلداتهم ليزوروا أهلهم الذين ودعوهم منذ عشر سنوات ولم يروا أحداً منهم أو يعرفوا شيئا عن أخبارهم.

سنخاطب الرئيس العليمي كرجلٍ أولَ في منظومة الحكم، بافتراض أنه يمتلك إحساساً بالمسؤولية وشعوراً بالخجل من ممارسة الكذب ومن مواصلة السير بالاتجاه الخطأ.

أنت ومجلسك الرئاسي أمام خيارين لا يحتملان اللبس والاشتباه،

فأنت رئيس دولة في الجنوب، الذي تحكمه منذ سنتين ، وشاركت في اغتصاب أرضه منذ ١٩٩٤م، وتطمح لتكون رئيساً للشمال إلى جانب الجنوب،  فهلَّا كاشفتنا بالإنجازات التي حققها مجلسك الرئاسي على صعيد المهمتين (تثبيت وبناء الدولة وتوفير الخدمات في الجنوب وتحرير الشمال سلماً أو حرباً)؟؟

أعرف الإجابة لكنني سأتركها لتمرين القراء على إجراء بعض العصف الذهني لفك هذا اللغز المثير للعجب.

لكنني أصدقك القول إن من بين الناس البسطاء من لا يزالون غير مصدقين أنك قد فشلت في المهمتين ، وطبعاً في بقية المهام ومنهم من  ينتظرون منك ومن زملائك تحقيق المهمتين أو إحداهما على الأقل.

لقد حرر الجنوبيون أرضهم بدماء وأرواح الآلاف من أبنائهم ثم جئتم لتحكموهم دونما مؤشرٍ واحد على نيتكم احترام مطالبهم.

أنت لم تحقق شيئا للجنوب والجنوبيين وهذه مسألة معروفة فلا أحد يعمل ما فيه مصلحة أعدائه، لكننا لا نعرف لماذا لا تتحركون أنت وزملاؤك القادة السياسيين من وزراء وبرلمانيين وقادة أحزاب، وقادة عسكريين لحشد أبناء محافظاتكم ومديرياتكم، وقبائلكم وقراكم، ليحرر كل منهم منطقته ويهزم الخمسة بالمائة من الديمغرافيا الشمالية التي بسطت هيمنتها على ٢٠ مليون شمالي بمساحة ١١١ ألف كم مربع؟؟

أما إذا رددتم بأنكم لا تستطيعون تحقيق شيئٍ من هذا ، أو إنكم تنتظرون الجلوس على طاولة المفاوضات مع أشقائكم الانقلابيين ، فأرجو ألّا تغضبوا إذا ما تلقيتم مئات اللعنات من ملايين الساخطين على سياساتكم وممارساتكم في الشمال والجنوب على السواء.

والله الموفق.