قرأت منشورا في مواقع التواصل أكثر من مرة وهو يحمل عنوان ديدان الوطن فاتصلت بمن نشره استأذنه باقتباس الفكرة من منشوره فوافق ، واقتبست الفكرة من منشوره لأكتب مقالي تحت عنوان سيتعافى الوطن بخروج الديدان من جسده
بالتأكيد سيتعافى الوطن بخروج الديدان من جسده ، لأنها تأكله من احشاءه وامعاءه وتمتص خيراته وتسحب عنه الدم والماء والهواء ، وتحاربه لتففده المناعة ، فالبعض منا كبشر ينحل جسمه وتنهك قواه بسبب الديدان بكل انواعها والمستوطنة في بطنه ، وعند الفحص المجهري يتبين للطبيب أن الديدان هي السبب في ضعفه وانهاكه وإنها قد تكيفت مع جسده واكتسبت مناعة ضد الأدوية والمضادات فلم يعد لديه كطبيب الا منحه المهدئات كلما اشتكى من أوجاع في بطنه ولن يتعافى الا بخروج الديدان من جسده ، وإن خروجها ليس بالأمر السهل بعد تكيفها مع جسده ، لكنه ضروري جدا حتى يتعافى . وهكذا الوطن الذي نخرت فيه الديدان واستوطنت فيه وتكيفت معه فانهكت قواه فصار ضعيفا منهكا متهالكا لاتظهر فيه اي مشاريع ولاتنجز فيه أية خطط ولاتنجح فيه خطوات المعالجة والإصلاحات فكل الجهود والنفقات والدعم تأكله ديدان الوطن التي لو تمكن الوطن من إخراجها حتما سيتعافى ويدخل في طريق التنمية والبناء والتطوير الحقيقي الذي سيلمس أثره المواطن البسيط في فترة زمنية وجيزة معلن عنها في برامج التصحيح والمعالجة
ففي عام ١٩٨٠م حاولت أمريكا إحراج كوبا ، فأعلن رئيسها آنذاك جيمي كارتر أن أبواب أمريكا مفتوحة لكل الكوبيين وأنهم سوف يحصلون على رواتب مرتفعة ومنازل مجانية و ... و… فرد الرئيس الكوبي " كاسترو " بأنه سيجهز 600 قارب عند ميناء هافانا لمن أراد من الكوبيبن أن يذهب لأمريكا فاحتشد أكثر من 125 الف كوبي يرغبون بمغادرة البلاد ، فركبوا القوارب متجهين إلى أمريكا ، هنا كانت المفاجأة ، لقد تفاجأت أمريكا بالحشود الهائلة من المهاجرين الكوبيين فأمتنعت عن إستقبالهم وتركتهم لأسابيع في البحر أمام مرأى ومسمع العالم كله ، وتوفي العشرات أغلبهم من العجائز و النساء والأطفال قبل أن يتم وضعهم في ملاجئ جزيرة غوانتاناموا الكوبية المحتلة من الأمريكان .
الغريب أنه وبعد خروجهم انتعش الإقتصاد الكوبي بعد فترة من الركود وحقق فائضا تجاريا كبيرا رغم الحصار ، كذلك تطور قطاع التعليم والصحة في كوبا وبشكلٍ سريع ،
آنذاك خطب الرئيس الكوبي فيدال كاسترو وقال مقولته الشهيرة : ( هؤلاء الديدان لقد كانوا أمريكيين وهم بيننا
لقد آن الأوان لفتح الابواب أمام الأمريكيين في كوبا بلادنا المرتبطين بالخارج الفاقدين للولاء الوطني ليذهبوا بعيدا عنا يحققوا مبتغاهم ويتجهوا إلى الموانئ والمطارات والمنافذ البرية ويخرجوا من الوطن ليتركوه لأهله وناسه المحبين له المضحين لأجله بدمائهم وأموالهم وأولادهم ، ولياخذوا معهم كل الملوثات والأوساخ والقاذورات التي لطخوا بها وجه الوطن المشرق الوضاء وافسدوا بها الضعفاء من عامة الناس في وطننا
إن بخروج هذه الديدان من ارض الوطن سيتمكن ابناؤه الأوفياء المخلصين له من إصلاح ومعالجة ماتم أفساده وان استغرق ذلك وقتا طويلا لكنه في الاخير سيحقق غايات التعافي وسبنقذ الشعب من الأمراض التي أصابته بفعل الديدان
نعم أنهم ديدان الوطن أكلت خيراته وافسدت على شعبه معيشته وآن الأوان لخروجها من جسده
*-- جمال مسعود علي