بوتين يهدد بنقل حرب أوكرانيا إلى البحر الأحمر ، ويضع معادلة جديدة لتوازن الرعب مع واشنطن، قوامها كل تدخل غربي في أوكرانيا وكل ضخ للسلاح والأفراد، سيقابله فتح مخازن الترسانة الروسية لقوى أُخرى ودول تتعارض مصالحها مع واشنطن ، وسيدعم كيانات دون مستوى الدولة تحتاج للسلاح، وهو ماكرره اليوم أيضاً وزير خارجيته سيرجي لافروف بلغة أكثر حدة وصرامة.
هذا التصريح سبقه تقديم موسكو لعرض بدعم جيش السودان عسكرياً ووافقت عليه الخرطوم ، مقابل تسهيلات عسكرية في البحر الأحمر، بخطى موازية للحديث عن الإستثمار في الحوثي، كأداة يمكن أن تستفيد منها روسيا ،بذات القدر الذي توظفه طهران وإن كان لحسابات مختلفة، الأولى لفرض مقايضة خفض التوتر في أوكرانيا، والحد من تدفقات الأسلحة الأمريكية ، والثانية إيران في إعادة رسم خارطة نفوذ في المنطقة تكون طرفاً فيها.
دخول روسيا على خط الصراع في البحر الأحمر ، سيحدث نقلة في غاية الخطورة ،لها تبعات ونتائج ، وتعيد هيكلة موازين القوى في جغرافية المصالح الغربية .
التهديد الروسي بدعم الحوثي ،يتعارض مع علاقات موسكو الإقتصادية والسياسية المنفتحة مع الرياض ، وهو ما يمكن أن يؤجل الدعم العسكري قليلاً، ولكنه يبقيه خياراً مطروحاً لإجبار واشنطن وعموم حلف الناتو على تقييم الموقف ،وعدم تسريع الإنخراط المباشر بالأفراد في حرب أوكرانيا.
نحن أمام حالة غير مسبوقة ،حيث تتحول المليشيا إلى دولة تدافع عن مصالح الأغيار ، تنخرط في الصراعات الدولية ولا تعارض في أن تكون بندقية إيجار.
الصورة القاتمة في رقعة الصراع، أن لدينا وكيل أعمال سيجلب الجميع إلى اليمن سيحول البلاد إلى امن قومي لسائر الدول المتصارعة ، وسيحارب دفاعاً عن مصالحهم كمرتزق بالدفع المسبق.
*- متابعات