الاحزاب اليمنية الحبل السري بين الجنوب العربي و الوحدة اليمنية

2024-05-22 14:04
الاحزاب اليمنية الحبل السري بين الجنوب العربي و الوحدة اليمنية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - عادل اليافعي 

تأتي الثورة المضادة دائما تباعا للثورة و تختطف الثورات في لحظاتها الاخيرة هكذا كتب التاريخ  عن تفاصيل بعض الثورات ومنها الثورة في الجنوب العربي التي زيفتها و أختطفتها الجبهة القومية اليمنية  لاحتلال الجنوب العربي أرضا و أنسان وتزييف تاريخه العريق وطمس الهوية العربية  بهوية يمنية دخيلة و"من ظل في أنتمائه سهل اقتياده " فكان الانقياد للجنوب العربي الى صنعاء حتميا دون أدنى شك بفعل سياسة الرفاق الخاطئة .

 

بعد تحرير عدن في ٢٠١٥ من  الاحتلال اليمني بشكله الحوثي فثد أتقن الاحتلال تبديل أدواته وفقا للمتغيرات السياسية في المنطقة فكانوا قوميين في الستينات ثم أسلاميين مع الصحوة الاسلامية في منتصف الثمانينات و التسعينات  ثم موالين لإيران مع بروز دور محور الممانعة الايراني في الدول العربي جميع تلك المشاريع كان الهدف منها في اليمن هو السيطرة و أحتلال الجنوب العربي .

 

يأتي دور الاحزاب اليمنية التي أخترقت الثورة الجنوبية في مراحل مبكرة و أنخرطت بعناصرها بين صفوف الثوار و المكونات الثورية و ساهمت في تمزيق الثورة في محاولة لإجهاضها وكل تلك المحاولات بائت بالفشل ، مع ذلك تستمر المحاولات اليمنية حتى أستطاعت الانخراط بقوة في المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل ثورة شعب الجنوب العربي و تغلغلت بعناصرها و قواعدها في كافة مفاصله وهيئاته على حساب مكونات الثورة و المناضلين التحررين أو تيار الاستقلال كما كان يطلق عليه وهذا هو الخطر الحقيقي على الثورة من أحزاب الثورة المضادة في مقدمتها الاشتراكي و المؤتمر وغيرهم من الاحزاب اليمنية .

 

لقد مثل وجود الاحزاب اليمنية في جسد الانتقالي خطر حقيقي على خط الثورة ويخشى أن هذا الضعف في الاداء و العجز في مواجهة المتغيرات السياسية هو عمل ممنهج لإغراقه و القفز من سفينة الانتقالي  الى مرسى الشرعية اليمنية و أحزابها وبهذا يتم القضاء على أمل شعب الجنوب العربي بالاستقلال ، أن مثل هذه المخاوف لاتعني التحريض على اعضاء تلك الاحزاب بقدر ماهو دعوتهم الى مراجعة مواقفهم و ضرورة أنحيازهم الى شعبهم بإعلان الاستقالة من تلك الاحزاب اليمنية  التي باتت اليوم تمثل الحبل السري للشرعية اليمنية لاستقطاب الجنوبيين و منحهم المناصب و المكاسب للسيطرة من خلالهم على الانتقالي بما يتناسب مع أبقاء الجنوب تحت الاحتلال اليمني سياسيا برغم من تحرره شبه تام عسكريا .