فارس الصلابة يترجل

2024-05-06 18:57

 

فجعنا وفجع الوطن برحيل القامة الوطنية الجنوبية الفذة الشيخ محسن محمد بن فريد الامين العام لحزب رابطة الجنوب العربي الحر مساء يوم ٤ مايو ٢٠٢٤م، رحل في المنفى بعيدا عن وطنه الذي افنى كل سنين عمره ينافح عنه في الغربة الطويلة وفي السنوات القليلة التي عاشها في الوطن.

 

كان رجل يجمع بين البشاشة وصلابة الموقف، كان بشوشا حتى مع ألد الخصوم، فلم نسمعه يوما يقول لفظا خارجا، واتذكر انني كنت بصحبته مع عدد من الزملاء، عند زيارة لأحدى محافظات الجنوب، كنا في طريقنا لحضور لقاء صباحي سيكون فيه الضيف الرئيس، فاقترحت عليه ان يركز على أمر ما فقال لي ما فهمت أن (عندما نحشر انفسنا في زاوية ما فنحن بهذا نمارس صورة اخرى من صور التطرف) فتذكرت المثل العامي الحضرمي (لا تقل للمغني غن).

 

عند عودته مع قيادات حزب الرابطة وعلى راسهم رفيق دربه السيد عبدالرحمن الجفري قبيل انتخابات ٢٠٠٦م الرئاسية بوعد من الرئيس صالح ان يقبل بالحوار بشأن مصير الجنوب في الوحدة، وبعد الانتخابات، ترأس فقيدنا فريق الرابطة في الحوار وعضوية الاخ يحيى الجفري فيما رأس جانب المؤتمر الشعبي العام عبدالكريم الارياني وعضوية عبدالعزيز عبدالغني رحمها الله.

 

 

 

كان الحوار على (مية بيضاء)، كما يقولون، جنوبي/شمالي، الا انه بعد حوار ماراثوني لعدة اشهر قال عبدالكريم الارياني (اذا اردتم بعض الوزارات فأهلا وسهلا اما موضوع الجنوب فقد انتهى) فأعلن الشيخ محسن ورفيقه فشل الحوار.

 

لم يلجأ اي منهما للملاسنات او الشتائم او حتى الاتهامات بفشل الحوار، ولكنهما عادا وعاد الحزب الى مربع الاستقلال بخطوات تصاعدية، وقد قال الشيخ محسن في لقاء نخبوي يمني في محافظة ذمار ان الرابطة ترى الحل في فيدرالية ثنائية، فتعرض لهجوم منفلت في الاعلام اليمني، ولم ينتظر حزب الرابطة كثيرا حتى اعلن عودته الى ساحته وشارعه الجنوبي وإلى اسمه الاصلي (حزب رابطة الجنوب العربي الحر).

 

برحيل الشيخ محسن محمد بن فريد فقد الوطن رجلا صلبا حكيما من أولائك الذين قلما يجود بمثلهم الزمان.

 

عزائنا ومواساتنا لحزب رابطة الجنوب العربي الحر ولآل فريد قاطبة ولشعبنا الجنوبي وتغمد الله تعالى بالرحمة والمغفرة رجل البشاشة والصلابة الشيخ محسن محمد بن فريد وأسكنه جنة النعيم مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

عدن

٦ مايو ٢٠٢٤م