من ذاكرة الغزو الحوثي
في تاريخ 20 مارس 2015م اتصل بي الحوثي (حميد رزق) مدير قناة المسيرة وكانت بيني وبينه علاقة شخصية من أيام السجن المركزي بصنعاء، وكانت قوات مليشيات الحوثي في ذلك اليوم تحتشد في منطقة الحوبان بتعز، وكان مضمون ذلك الاتصال هو معرفة وجهة نظر قوى الحراك السلمي الجنوبي من موقف هروب الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن.
فكان ردي عليه هو: ان موقف الحراك السلمي يتلخص بالرفض القاطع ان تتخذ مليشيات الحوثي من هروب عبد ربه إلى عدن مبرر او حجة سياسية لاجتياح الحوثي للعاصمة الجنوبية عدن، وذكرته بما كان بيننا من توافق فكري وسياسي أثناء السجن، حيث كان يؤكد بأن الحوثي يدعم وبقوة حق ابناء الجنوب في استعادة دولتهم المستقلة، ولكنه بعد حوار واقعي معه قال: ان عبد ربه سوف يعلن عدن عاصمة سياسية لليمن بدلا عن صنعاء، وسيعمل على سحب السفارات والبنوك والمؤسسات إلى عدن.
وعندما اوضحت له بأن عبد ربه لا يمكن يفعل ذلك بسبب عدم امتلاكه حاضنة شعبية في الجنوب ولا تثق فيه مكونات الحراك السلمي الجنوبي، خصوصا وقد صار منزوع الصلاحيات السياسية والدبلوماسية ولا يستطيع فعل ذلك.
وبعد نقاش مستفيض اقترح علي أن اطلع إلى صنعاء انا وعدد من قيادات الحراك السلمي، وسوف يرتب لنا لقاء مع السيد عبد الملك الحوثي ونطرح عليه أهداف قضية شعبنا السياسية ونتفق معه على وضع الحلول السليمة.
فقلت له بالحرف انا لست مخول لا سياسيا ولا شعبيا ولا حراكيا ان افعل ما اقترحته، ولكن بإمكانكم التواصل مع سيادة الرئيس علي سالم البيض باعتباره الرئيس الشرعي لدولة الجنوب فهو من يحق له الفصل في مثل هذه القضية.
ومن خلال ذلك التواصل نصحته بان لا تغامر مليشيات الحوثي من دخول الحدود الجنوبية والزحف العسكري لاحتلال العاصمة عدن، لانهم إذا فعلوا ذلك سوف يواجهون مقاومة عنيفة من قبل أبناء شعب الجنوب، لكن الرجل للأسف كان في حالة غضب وتشنج ومصمم على ان مليشيات الحوثي سوف تدخل عدن لاعتقال الرئيس عبد ربه منصور هادي، وارجاعه إلى صنعاء مهما كلف الثمن حسب قوله.
وبعد يومين او ثلاثة من زمن ذلك الاتصال زحفت مليشياتهم لاحتلال عاصمة الجنوب عدن.
وبعد ان وصلت قواتهم إلى العاصمة عدن بعث الله برسل الحق والعدل والانصاف (سلاح الجو لدول التحالف العربي) بقيادة مملكة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز المعظم، ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيسها المبجل محمد بن زايد ٱل هيان، فكانت النتيجة حربا طاحنة ومدمرة قدم خلالها شعب الجنوب قوافل كبيرة من الشهداء والجرحى، وحقق بذلك نصر عظيما ومؤزرا على جحافل مليشيات الحوثي، التي هزمت شر هزيمة.
هذا والله على ما أقول شهيد.
د. حسين مثنى العاقل