علاقتي بالصحافة اليمنية هي علاقتي الطبيعية باليمن منذ منتصف الثمانينات ، بل أكاد أجزم سبقتها قليلا .
فقد راسلت الصحف اليمنية منذ بداية عام 1985 ، ونشرت من خلالها فقرات من دراستي وأطروحتي الجامعية " الوحدة اليمنية .. حاضرا ومستقبلا " في جريدة 26 سبتمبر الحكومية التابعة للتوجيه المعنوي في الشمال ، والصحف اليومية : الثورة في شمال اليمن ، و 14 أكتوبر في الجنوب ، وجريدة الجمهورية في تعز ، وجريدتي الثوري التابعة للحزب الإشتراكي اليمني ، وجريدة صوت العمال في عدن .
هذا بالإضافة إلى بعض الدوريات مثل مجلة معين في صنعاء ، ومجلة اليمنية التابعة للخطوط الجوية اليمنية ، ومجلة الوطن التابعة لوزارة شؤون المغتربين في صنعاء ، ومجلة الثقافة الجديدة الصادرة عن وزارة الإعلام في عدن ، وقد نشرت من خلال هذه الدوريات خلاصة أبحاثي عن : الوحدة اليمنية ، والوحدة العربية ، والفن اليمني وعلاقته بالخليج .
لا شك أنها بداياتي الأولى وأعترف بالدور اليمني شمالاً وجنوباً في تكويني وصقل مواهبي ، وهو كما قلت في مقالة سابقة كان بداية إنحيازي للفكر القومي والعروبي آنذاك منذ بداياتي الجامعية الأولى .
وبالفعل كانت عناوين هذه الصحف والدوريات تحمل هذا الفكر القومي العروبي ، وتنادي بالوحدة العرببة بدءا من الوحدة الإقليمية بين شطري اليمن ، ومنها للأقرب منطقة الخليج والجزيرة العربية ، وصولاً للوطن العربي الكبير .
تفكيرنا كان صائباً لا غبار عليه ، ولم نشك يومياً أننا جزء من أمة لا بد أن نستعيد تاريخها وتراثها ، وعلى عاتق الشباب والمثقفين منها القيام بهذا الدور الطليعي التنويري .
واليوم حين أستعيد تلك الذكريات الجميلة أين نحن من تلك الحقبة القومية الخالدة ، لقد كانت وحدتنا في الإمارات العربية عام 1971 منطلقاً لهذا الفكر الذي حملناه ، وتصريحات المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان بضرورة التعاضد والتكاتف العربي وصولا للوحدة العربية المنشودة .
رعى الله تلك الحقبة الجميلة ، التي ستظل جزء من تربيتي ونشأتي القومية التي فُطرت عليها ، ولا زلت أعتقد جازماً بعودتها ، لأن أمتنا أمة عظيمة تمرض لتنهض من جديد .
د. خالد القاسمي