تؤكد كل المؤشرات والتحليلات العسكرية بأن من المستحيل على الجيش الإسرائيلي ان يكسب #معركة_جحيم_الانفاق بغزة، مهما كانت قوته وفارق قدراته العسكرية وإمكانياته، مقارنة بإمكانيات المقاومة الفلسطينية، وذلك لسبب وجيه تدركه القيادة الإسرائيلية جيدا، وهو المتمثل بعمق الهندسة المحكمة لشبكة الإنفاق الممتدة على قطاع غزة والتي تمثل أقوى قوة استراتيجية ممكنة تتمتع بها المقاومة في معركتها المصيرية اليوم مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفيها المقاوم الفلسطيني وسلاحه ومخازن ذخيرته ومعسكرات وورش التصنيع الحربي لدولة المقاومة الغزاوية، وايوائها لكل الابطال المنتشرين في سراديبها العميقة تحت الارض على طول أنحاء القطاع، ناهيك عن امتداد بعض خيوطها إلى مناطق أخرى ببقية اراضي فلسطين ودول الجوار،، عبر البر وباتجاه البحر أيضا، حيث طورت المقاومة قدراتها البحرية وكشفت مؤخرا عن بعض مفاجآتها المتعلقة بقوارب هجومية انتحارية سبق ظهورها لدى الحوثيين واستخدامهم لمثلها في الحديدة على البحر الأحمر.
وتعد الانفاق الغزاوية، حسب إجماع الكثير من الخبراء العسكريين، الأكثر امانا اليوم، في كل أنحاء القطاع المحاصر والاراضي الفلسطينية برمتها، كونها مجهزة بكل إمكانيات الحياة والتواصل والتنقل وممتدة لمسافات طويلة واكبر من كل التصورات الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية، وعبرها يتم استلام السلاح والمؤمن الغذائية والتعزيزات العسكرية، سواء من الداخل الفلسطيني، أو من دول أخرى تربطها تلك الإنفاق بغزة، برا او بحرا، ومنها مصر المدد والنجدة دوما للقطاع وأهله ومقاومته الباسلة التي كسرت كل المعادلات العسكرية، وأثبت بالفعل المواجهة، ان جيش الكيان الموصوف بالجيش الذي لا يقهر، أوهن من بيت العنكبوت حقيقة وليس هناك أي داع للدول العربية الخانعة الخائفة لاستمرار التطبيع الجبان مع الكيان الغاصب لأرضهم العربية ومسرى رسولنا الكريم.
وتزداد أهمية وخطورة معركة الإنفاق بالنسبة لجيش الكيان،نتيجة لاستحالة تمكنه من القضاء على شبكة الانفاق أوتدميرها تحت الارض وهو الجاهل بحقيقة أماكنها وحجم عمقها وأبوابها، وكونها تمثل شريان حياة وصمود ومقاومة لا يمكن الاستغناء عنها، وباعتبارها أساس الأمان الاستراتيجي وسر الصمود الاسطوري للمقاومة في كل جولات الصراع الغزاوي المتواصل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي،بفعل هندستها المحكمة تحت أعماق كبيرة تحت الارض، وبحيث لا يمكن لأي قصف جوي ان يصلها، وخاصة المواقع المهمة فيها،المخصصة للعمليات والقيادة والسيطرة ومخازن الاسلحة والتموين العسكري الغذائي وغيرها وبحيث لايمكن أيضا لأي قوة غازية فوق الأرض أن تصل إليها او تعرف بسهولة أي موقع لأبواب شبكة الإنفاق التي يمكن للمقاومة بالمقابل - وبمجرد سماع قوات العدو والياته ومجنزراته تمر فوق أرض اي نفق - ان تفتح لهم بابا للجحيم، من اقرب نقطة، ومن ثم رصدها واستهدافها ومن فيها،بالسلاح المناسب، سواء بقذيفة ياسمين المضادة للدروع او صاروخ حراري أو موجه،او كمين محكم لبضعة مقاتلين مجهزين بمواقع مموهة للاشتباك فجأة مع العدو وجها لوجه ومن نقطة الصفر، ومن ثم العودة للانفاق تحت الارض، من أقرب جحر يعرفون موقعه مسبقا،مع اصطحاب أي جريح اوشهيد منهم خلال تلك العملية.
غير أن نتينياهو وقادة حكومته الأكثر فشلا وتطرفا في تاريخ حكومات الكيان المترنح اليوم على وقع الضربات الطوفانية التي تمطره شمالا وجنوبا وتصل لعمق مستوطناته المحصنة بأكثر من خمس منظومات دفاع جوي هي الأحدث عالميا، لا يمتلكون اليوم اي خيارات أخرى لمواجهة الضغط الشعبي الإسرائيلي ومحاولة التغطية على فشلها الأمني وهزيمتها الصادمة في عملية #طوفان_الاقصى ب7 أكتوبر، الماضي،غير التمثيل بخوض هذه العملية البرية الانتحارية إضافة لإحراق الانتقامي وتدمير قطاع غزة وإبادة كل من فيها،وتجربة مايمكن ان يعمله الجيش المنهار لمحاولة إستعادة هيبته وآلة ردعه وآلياته المصفحة المتناثرة اليوم على أطراف غزة بقذائق الياسمين القسامية الخارقة المضادة لفخر المدرعات الأغلى عالميا والأحداث صناعيا، كما عرضت كتائب المقاومة، مشاهد لكيفية تدميرها، ومفاجأة قادة الاحتلال وداعميهم بتدميرها لعربة النمر المصفحة ومن فيها، وكسر خرافة التدريع العالمي المحكم لها ضد اي قذائف او صواريخ موجهة.
لهذا يستحيل قطعا وفعلا، على جيش الاحتلال حسم معركة جحيم الإنفاق بغزة التي أقر بالتهامها خلال ثلاثة أيام من بدء الاجتياح البري، عشرين من جنوده بينهم قائد كتيبة بلواء يعد من نخبة قواتهم المتقهقرة على أطراف القطاع بفعل الضربات القسامية الموجعة، بينما حقيقة العدد يبقى أكثر بعدة أضعاف ولا يمكن للإعلان عنه حتى لا تخور ماتبقى من معنويات عسكرية لدى الجنود الذين يسوقهم نتينياهو ووزير دفاعه ومجلس حربه المصغر، نحو حتفهم في محرقة انتحارية شبه مستحيلة على أطراف غزة العزة والصمود الاسطوري، مهما اشتد القصف والتدمير الانتقامي من الاهالي والمدنيين، ومهما طالت المعركة، كون الوقت يبقى لصالح اهل الحق والأرض ومن بدأوا المعركة واعدوا لها جيدا على كل المستويات والاحتمالات،ومنذ سنوات مضت، وبحيث تكون الكلفة، كبيرة وباهظة على العدو وتضمن انتهاء المستقبل السياسي لنتينياهو في أقرب ايام متبقية له وحكومته الأكثر إجراما وتطرفا يمينيا في تاريخ كل حكومات الكيان الصهيوني.
ولكون الكثير بات يدركون حجم الكلفة والثمن الذي سيدفعه جيش الاحتلال لا محالة،في معركة اجتياحه الانتحاري لغزة ومحاولة تجاوز أشباح المقاومة وجحيم الانفاق التي تتنتظرهم، فقد سارع قادة الاحتلال للاعتراف المبكر بذلك، ومحاولة التمهيد وتهيئة الرأي العام لشعبهم لتقبل حجم الخسائر العسكرية غير المسبوقة في تاريح جيشهم منذ نشأت دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولتسهيل ابتلاع الكلفة البشرية والمادية والمعنوية التي دفعها وسيدفعها جيشهم المنكسر في عصر داره والمنتقم جوا من المدنيين بغزة، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تتجاوز المليار شيكل يوميا، حسب اعتراف وزير ماليتهم الذي حاول بالأمس رفع معنويات مقاتلي جيش الاحتياط لخوض معركة الاجتياح البري المستحيل لغزة، بإعلانه اعتماد اضافات مالية وحوافز تشجيعية لهم وكل الجنود المشاركين في معركتهم الانتحارية، وتعهد للمستوطنين الذين غادروا مناطقهم المخلاه بتوجيهات حكومتهم، بتكفل حكومته بنفقاتهم ومصاريف إقامتهم وتعويض الفنادق وجهات تسكينهم، في محاولة منه لتخفيف حدة الرفض الشعبي المتزايد لتلك الحرب المكلفة وعدم منح قادة كيانهم، الأولوية لتبادل أسراهم بقطاع غزة، وفق مبدأ الكل مقابل الكل ووقف جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين والأطفال والمرضى والنازحين بمختلف مناطق واحياء قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ١٥ عاما.
#معركة_جحيم_الانفاق_بغزة
#ماجد_الداعري