للثورة ضجيج ، أو كما قال الرفيق جيفارا يوماً .
ضجيج نسكبه في كل أذن صماء ، حتى في تلك التي لا يملك أصحابها أفعالهم ، لكننا نملك أن ننقر على أجسادهم الخانعة برؤوس أقلامنا ، لنترك أثرا ، فإذا ما استيقظوا عرفوا بأننا مررنا من هنا .
سنبقى نكتب ما أمكننا ، ننفض عن دعايات الزيف غبار الأكاذيب و الدجل ، نعري عنها أناقتها الخادعة ، لتظهر بقبحها المستوفي لمتطلبات الاشمئزاز .
مريب هو المزاج اليمني ، يواكب الأحداث المتجاهلة حتى لوجوده بتكلف التفاؤل ، يحبس قناعاته في قناني ، مع كل مرة يسد فيها بالقات حلقه ، و إذا هو يحمل أحلامه في كف و تضحياته في الثانية و يقدمهما جزافا هكذا دون ضامن أو تفكير إلى من لا يؤتمن ، ثم و بسذاجة يُجمع الصبر باليقين شهورا ، في انتظار الأعاجيب ... أقصده مع الحوار الوطني بأحزابه البالية .
ليس بتفصيل بسيط و لكن لا أحد ينتبه ، سادتي ، فكروا للحظة و أنتم تهرعون في التدقيق حرفاً حرفاً ، مقصداً مقصداً ، و مصطلحاً مصطلحاً بحثاً عن مصائركم في أطروحات الأحزاب ، بأنها أطروحات لأحزاب ! بمعنى أن المباحثات و سبل الحل تلك سعت لها و قدمتها ، أحزاب سياسية ، خلقت و مهمتها الوحيدة في الوجود هي خوض صراع سلطة ، تستحكم ظروفه بكل توجه يتبنونه في كل شأن من شؤون الوطن !
و هي التي تستمد قوة وجودها من نفوذ المال و القبائل لا منك ، لدى فأنت البسيط في جميع أحوالك أخ اليمن ، و معك طموحاتك آخر ما قد يكترثون له ، و رغم ذلك و بالبناء عليه ، عمليا أقر الجميع و بما فيهم أنت ، بكون مشاكل اليمن مجتمعة هي مشاكل سلطان ، و أن ثورته كانت نزاع على الكراسي بينهم ، لكننا لا نسمح بأن تُجعل قضيتنا و ثورتنا في الجنوب كذالك .
و بما أن العالم المتعالي على أنّات المظلومين و تضحياتهم قرر بأن يتجه نحو يمن اتحادي ، لنضع رهانا : إذ أن أحد لم يفكر بأن مقومات الدولة معدومة ، و أنه لا دولة بالتالي لا إمكانية لفدراليات ! كما قفز الجميع على أن الأحزاب اليمنية العملاق المهيمن على الحوار ، لها توجه أوحد على اختلاف التفاصيل بعد ذلك ، و راحوا يبهرجون في التوقعات ، و يباركون بحتمية الخلاص ، و أنه ليس إلا عبرها ، و هي المتنصلة حد الجحود عن طموحاتهم ؛ فيا هؤلاء ؛ هي أحزاب تمثل الإقطاع القبلي و مصالحه ، و هو الذي لا يستوعب وجود الدولة و لا يسمح بها ، فهل من المعقول أن يستوعب الفدراليات ؟! ..
كلا ، و هذه إحدى المستحيلات القليلة في الحياة ، فمن يراهن على العكس ؟! لست أتحدى العالم و لكنه من يتحدى المنطق ، فمن يكسب ؟ ،،،
* المعذرة ! في مقال " لم كانت الحرب ؟ " الذي نشر السبت الماضي ، معدلات إنتاج النفط الموردة كانت يومية لا سنوية كما تكرر.