قيام ميليشيات الحوثي الإرهابية بحشد قواتها والتمترس في محافظة إب ، وضع مؤشرات نحو توجهها لشن هجوم على أربع محافظات ، الضالع ولحج وتعز والحديدة من اتجاه الجراحي جبل رأس.
طبعاً الحوثية ليس بإمكانها شن هجوم موحد على أربع محافظات في آن واحد ، فهي أوهن من ذلك ، انما عادتها شن هجوم أو تركيز على محافظة واحدة تستفرد بها عسى أن تحقق أي نصراً وتقدماً.
المؤشرات الواقعية تدلل على أن الحوثي يريد أن يشن هجومه على محافظة الضالع.
زيارتان قام بها مهدي المشاط إلى إب.
الأولى قبل عدة أشهر ، ووصل إلى الحشا واطراف الضالع.
الثانية قبل عيد الاضحى المبارك.
وكلتا الزيارتين هدفها التحشيد والمساندة للهجوم على الضالع.
عدة محاولات هجومية مباغتة تشنها ميليشيات الحوثي على مواقع التماس في الضالع ، ولكنها تنكسر ويقابلها صد الدفاع ويرتقي على إثرها شهداء من القوات الجنوبية أو المشتركة.
الضالع مترس الدفاع الأول عن الجنوب ، يرى الحوثي أنه لا يمكنه الوصول الى عدن الا إذا تغلب على الضالع ، لأنه إذا تقدم نحو عدن من لحج فستقوم الضالع بالتقدم نحو إب وتقطعه من النصف وتجعله بين فكي كماشه ، لكنه اذا سيطر على الضالع فبإمكانه التقدم بعدها نحو لحج وعدن دون وجود مهددات تشكل خطراً عليه من الخلف أو طعنات يتلقاها في الظهر.
إتجاه الحوثي بهجومه نحو الضالع تعتبر مغامرة تقوده إلى الإنتحار الذي يجعله يموت على أسوارها.
فالضالع بلد عصية وساحة صلبة، يميزها تكاتف رجالها والتفاف أهلها وعنفوان قبائلها بالإضافة إلى الجيوش الجرارة الموجودة الآن فيها من غالبية أبناء الجنوب.
ومهما حشد الحوثي سيجد الضالع كعصا موسى تلقف ما يؤفكون.
إنها الضالع، التي ستسندها ردفان وتلبيها يافع وتأزرها حالمين.
ليس بمقدور أحد إذلالها، أقرأ تأريخها يا حوثي ، ومثلما عجزت الإمامة أن تسيطر عليها ستعجزون أنتم.
ومثلما مرغت أنوفكم في التراب وجرعتكم المر والعلقم وسقتكم السم الزعاف في بداية الحرب عام 2015، ستفعل بكم اليوم أشد من ذلك بأضعافا مضاعفة، لأنها اليوم أقوى واعتى ومحال أن تستطيعون السيطرة على موضع قدم فيها.
*- محمد عبدالله القادري