عدن على صفيح ساخن: هل بدأ التحالف في إعادة ضبط العلاقة مع الجنوب؟

2025-07-17 08:15
عدن على صفيح ساخن: هل بدأ التحالف في إعادة ضبط العلاقة مع الجنوب؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - وضاح قحطان الحريري

تشهد العاصمة عدن تطورات متسارعة تعكس تغيرًا ملحوظًا – وغير معلن – في طبيعة العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في ظل تدهور مقلق في الأوضاع المعيشية والخدمية، وتزايد حدة التململ الشعبي نتيجة الانهيار الاقتصادي المستمر

التحركات السياسية والرمزية الأخيرة في المدينة، والتغيّرات المحيطة بمراكز القرار، تشير إلى إعادة تموضع سياسي وإداري ضمن إطار التحالف، ما يفتح الباب لتكهنات عن مراجعة داخلية لمسار الشراكة بين الطرفين، خصوصًا في ظل الحديث المتكرر عن ضغوط تُمارس على المجلس الانتقالي لتقديم تنازلات تصب في إطار تسويات شاملة، يراها الشارع الجنوبي متعارضة مع تطلعاته الوطنية.

 

توقيت وصول رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه أبو زرعة المحرمي إلى عدن، وما تبعه من مؤشرات على تغييرات في الإيقاع السياسي والعسكري في المدينة، يكشف عن وجود نقاشات حساسة ومستمرة حول مستقبل العلاقة بين القيادة الجنوبية وقوى التحالف، لا سيما في ضوء الأوضاع الاقتصادية التي تشهد تدهورًا كبيرًا، وتخلق مناخًا عامًا من السخط الشعبي

في هذا السياق، شدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، في مناسبات عدة، على أهمية واستراتيجية الشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تمثل ركيزة أساسية في مواجهة التحديات المشتركة ومكافحة التهديدات الأمنية التي لا تزال قائمة في المنطقة.

 

وفي الوقت ذاته، لم يُخفِ الزبيدي في خطاباته وتصريحاته قلق المجلس من استمرار التدهور المعيشي والخدمي في العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية، مؤكدًا أن الشعب الجنوبي يتطلّع إلى واقع أفضل يليق بتضحياته، ويتوقع من شركاء المرحلة القيام بدور أكثر فاعلية في دعم الاستقرار وتحقيق التنمية

القيادة الجنوبية عبّرت مرارًا عن تمسكها بالحوار والشراكة العادلة، لكنها تؤكد أيضًا أن أيّ صيغة مستقبلية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية السياسية والقضية الوطنية لشعب الجنوب، وحقه في صياغة مستقبله بعيدًا عن منطق التهميش أو الإقصاء.

 

وسط هذا المشهد، لا يزال المواطن الجنوبي يتساءل:

لماذا تتدهور الخدمات إلى هذا الحد؟

ولماذا تغيب الحلول المستدامة؟

وهل هناك سياسة ممنهجة للتضييق، أم هو فشل عام في إدارة المرحلة؟

يرى كثير من المراقبين أن استمرار حالة التردي في الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية، إلى جانب الانفلات الاقتصادي، قد يعكس نوعًا من الضغط غير المباشر لإعادة ترتيب الأوراق السياسية، خاصة مع ما يُثار حول تفاهمات إقليمية تسعى لدمج أطراف مختلفة، من ضمنها قوى شمالية، في معادلة الحل.

في المقابل، يبدو واضحًا أن المجلس الانتقالي يُظهر تمسكًا بخياراته السياسية، وحرصًا على تجسيد مطالب الجنوبيين، في وقت يواجه فيه تحديات داخلية وخارجية لا تقلّ تعقيدًا عن ما سبق

عدن اليوم تقف على مفترق طرق:

إما المضي في شراكة عادلة تضمن مصالح الجنوب،

أو اضطرار الشارع الجنوبي للتحرك باتجاه خيارات أكثر استقلالية، وهو ما بدأت تلوح بوادره في الخطاب السياسي والإعلامي.

ليس المطلوب الآن التصعيد أو التخلي،بل إعادة التوازن في العلاقة والاعتراف بمشروعية المطالب الجنوبية، ومعالجة جذور الأزمات المعيشية والاقتصادية بجدّية. الجنوب لن يقبل أن يكون مجرد ورقة في تفاهمات خارجية، ولا يمكن أن يبقى شريكًا في معادلة تتجاهل حقه في تقرير مصيره.