قرأت للمؤرخ أحمد بلفقية رحمه الله أن حضرموت الكبرى تمتد حدودها إلى كل محافظات الجنوب واستدل بمجموعة من الشواهد منها وجود مناطق الرباط في كل مناطق ومديريات الجنوب وهناك ترابط تاريخي بين مناطق ومدن الجنوب مع حضرموت روابط دينية مذهبية وروابط قبلية وروابط سياسية وروابط عرقية وروابط سيكولوجية .
قوة حضرموت مع إخوانهم الجنوبيين حيث لا يوجد أي أطماع عند الجنوبيين بحضرموت ولن يستطع أي طرف جنوبي أن يفرض اطماعه على الحضارم مهما كانت قوته بل على العكس فإن التاريخ القديم والحديث أثبت أن الجنوبيين يلبون أي دعوة أو طلب مساندة من أبناء حضرموت بكل حب وتقدير وفي قلوب شعب الجنوب مايشبه التقديس لحضرموت ومستعدين وبكل فخر أن يكونوا فداء لحضرموت الأرض والإنسان دون أي شروط أو مقابل .
حضرموت قوية بإخوانهم الجنوبيين وكل الحضارم يدركون ذلك والجنوب قوية بحضرموت ولا يخالف ذلك إلا شخص عنده مشكلة شخصية أو شخص معبأ تعبئة أيديولوجية تخدم أجندات خارجية تعتبر حضرموت مجرد ثروة سائبة سهل ابتلاعها ولن يتمكنوا من ابتلاعها إلا بفصلها عن محيطها وكسر سندها وحاضنتها الشعبية .
نحن اليوم نتحدث عن حضرموت المحافظة التي ظلمت سابقا في دولة الجنوب كما ظلمت باقي المحافظات ومؤخرا في دولة الوحدة والاحتلال وكيف تم نهب وجرف ثرواتها بشكل عبثي منذ مابعد إحتلال الجنوب سنة ١٩٩٤م وكيف تم إقصاء كوادرها وكيف تم اغتيال الكثير من رجالها ونخبها الابطال وضرورة أنها هذا الإحتلال واعطاء حضرموت مكانتها بشكل آمن .
مشروع الدولة الجنوبية (الفيدرالية) الذي أقره الإنتقالي والمكونات الجنوبية في الميثاق الجنوبي الوطني هو المشروع الآمن الحقيقي لحضرموت الأرض والإنسان ويستطيع الحضارم أن يواجهوا أي إلتفاف جنوبي إذا افترضنا حصل ذلك في المستقبل ولكن من الصعب أن تواجه حضرموت دون إخوتها بالجنوب المخاطر والأطماع الزيدية أو غيرها ومن يحاول إبعاد حضرموت عن الجنوب (الآن) تحت حجة الاستقلال فهو يعمل ضد حضرموت حتى وإن ادعى حبه لها .
إنعقاد الدورة الثانية في المكلا من أصل ست دورات للجمعية الوطنية الجنوبية مع وجود ثلث أعضاء الجمعية من حضرموت لأن قواعد اختيار القيادة في الجنوب الجديد لأيتم عبر قاعدة الكثافة السكانية فقط بل عبر قاعدتي السكان والمساحة وهذا يؤكد صدق نية الجنوبيين نحو بناء دولة جنوب المستقبل دولة نهضوية بعيدة عن الصراعات .
مما سبق نستنتج دلالات إنعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في ٢١ مايو بالمكلا وأهمية المكان والزمان لانعقاد هذه الدورة بعد إعلان نتائج الحوار الجنوبي والتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي وهيكلة الإنتقالي وفي هذه الدورة ستقف الجمعية الوطنية أمام عدة ملفات أهمها :
١- تشريع الميثاق الوطني الجنوبي والنجاحات الآخر التي تحققت.
٢- الوقوف أمام هيكلة الإنتقالي ومنها هيكلة الجمعية.
٣- مفاوضات السلام الشامل القادمة وأسس وضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب.
٤- وجود قوات الإحتلال في وادي حضرموت ووضع حد لتعنت بعض الأطراف من تطبيق اتفاق الرياض .
٥- الوقوف أمام سياسة التعذيب الممنهج المستمر لشعب الجنوب في الخدمات .